responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 144

فهو يرحم الجميع، المؤمنين والكافرين. ولا بد أن نخلص له العبادة ونتوجه إليه وحده في كل صغيرة وكبيرة ونستعين به.

ثالثًا: وهذا الابتداء مظهر التسليم (الاسلام الإيمان بكل الحق) هو الصبغة الإلهية التي لابد أن تشيع في كل آفاق الحياة. صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ‌ [البقرة: 138].

موارد الحمد

[2] حين نحمد الله ونذكره بالصفات الحسنى التي فيه والتي تتجسد عمليًّا في نعمه الكبيرة والكثيرة علينا وأبرزها نعمة العناية الجسدية والروحية، التي جعل الله بها الإنسان أكرم وأفضل من كثير ممن خلق، ولكن هذه التربية لا تخص الإنسان وحده، إذ إن كل الأحياء ينعمون بتربية الله ورعايته لهم، منذ نشوئهم وحتى الممات .. فالنبات يتلقى نعمة العناية من قبل الله متجسدة في أشعة الشمس التي لا تنقطع عنه، وماء السماء الذي يصب عليه صبّاً، وأملاح الأرض، والرياح اللواقح .. و .. والبر، والبحر، والجبال، والكواكب، والنجوم، والمجرات، و .. و ..، كلها تنعم بعناية الله ورعايته الدائمة. إذن لنقف خاشعين أمام الله، الذي شملنا بعنايته نحن والعالم الذي من حولنا، ونقول الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‌.

[3] والصفة الثانية: التي نحمد الله عليها ونذكره بها هي الرحمة الواسعة والدائمة فهو الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‌.

[4] بيد أن نعم الله ليست عبثا وبلا حكمة. إنها تهدف تربية الإنسان واختباره، ثم جزاءه على الحسنى أو السوء. فهو بالإضافة إلى رحمته الواسعة والدائمة حكيم سريع الحساب شديد العقاب لابد أن نخشاه ونتقي عذابه، ونعمل بجد من أجل الحصول على مرضاته، لأنه‌ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‌ يوم الجزاء الأكبر. وحين يملك الله يوم الدين يملك الجنة والنار والميزان والحكم بالجنة أو النار. وهذا التعبير يبدو أفضل من التعبير ب- [المَلِك‌]، ذلك لأن الملِك قد لا يملك في دولته إلا شيئا واحدا فقط هو الحكم والسلطة. في حين أن الله يملك السلطة والتصرف ويملك كل الأشياء حتى الأشخاص الذين يحكم عليهم، وأضاف المالكية ليوم الدين لأنه تعالى يمهل الكافرين في الدنيا.

[5] وإذا كان الله رَبِّ الْعَالَمِينَ‌ و الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‌، و مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‌ فلابد أن نخلص له العبادة ونتوجه إليه في كل صغيرة وكبيرة ونستعين به‌ إِيَّاكَ‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست