responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 116

وَالْبُيُوتُ هِيَ: بُيُوتُ الْعِلْمِ الَّتِي اسْتَوْدَعَهَا الْأَنْبِيَاءُ وَأَبْوَابُهَا أَوْصِيَاؤُهُمْ فَكُلُّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ يَجْرِي عَلَى غَيْرِ أَيْدِي الْأَوْصِيَاءِ وَعُهُودِهِمْ وَحُدُودِهِمْ وَشَرَائِعِهِمْ وَسُنَنِهِمْ وَمَعَالِمِ دِينِهِمْ مَرْدُودٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ وَأَهْلُهُ بِمَحَلِّ كُفْرٍ، وَإِنْ شَمِلَهُمْ صِفَةُ الْإِيمَانِ.

ثُمَّ إِنَّ الله قَسَمَ كَلَامَهُ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ: فَجَعَلَ قِسْماً مِنْهُ يَعْرِفُهُ الْعَالِمُ وَالْجَاهِلُ، وَقِسْماً لَا يَعْرِفُهُ إِلَّا مَنْ صَفَا ذِهْنُهُ وَلَطُفَ حِسُّهُ وَصَحَّ تَمْيِيزُهُ مِمَّنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ. وَقِسْماً لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ وَمَلَائِكَتُهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ. وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِئَلَّا يَدَّعِيَ أَهْلُ الْبَاطِلِ الْمُسْتَوْلون عَلَى مِيرَاثِ رَسُولِ الله صلى الله عليه واله مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ مَا لَمْ يَجْعَلْهُ اللهُ لَهُمْ وَلِيَقُودَهُمُ الِاضْطِرَارُ إِلَى الِائْتِمَامِ بِمَنْ وُلِّيَ أَمْرَهُمْ فَاسْتَكْبَرُوا عَنْ طَاعَتِهِ ...] [1].

ولذلك فإن الرسول صلى الله عليه واله جاء هاديًا لما في القرآن من آفاق واسعة، وهكذا كانت آفاق القرآن ومطالعه الممتدة على الزمان يمتنع على البشر بدون التعليم الإلهي أن يلتقطها، إلا أن يؤتى أفقا علميا يحيط بمشارق (ما يُشرق عليه) النور القرآني الممتدة زمنيا، فيكون علمه بحاضره كعلمه بمنتهى ما تصل له البشرية، وأنّى لبشر ذلك بدون التعليم، وقد اصطفى تعالى لعلمه صفوة اجتباهم فجعلهم أنبياء وأئمة و أوكل بيان دينه إليهم.

نعم ورد في الكتاب ما كان في مقام الاحتجاج حيث يكفي فيه ظاهر الكلام لإقامة الحجة فيه وخصوصا ما كان منه في سياق التذكرة، واحتوى القرآن على أصول المعارف والأخلاق والأحكام بلغة واضحة محكمة تحفظ للدين معالمه وصبغته مهما تنوَّعت الأفهام والمذاهب، لكنَّ الكتاب أجْمَلَ الحديث في تفصيل أمور كثيرة، فكانت الحاجة إلى بيان الرسول صلى الله عليه واله.

والسر في تنوع مستويات الدلالة القرآنية متعدد الأبعاد، وأحد تلك الأبعاد إن لشتى حقول المعارف والعلوم مستويات متفاوتة، فمنها ما تكون في متناول عامة الناس أو أغلبهم، وأخرى ينالها من صرف وقتا وجهدا في تحصيلها. لذا نحن نشترك في ثقافة عامة في معارف مختلفة، ولكل حقل ثمة متخصصون يُعوَّل على رأيهم.

وهكذا يكفي في فهم الدين العام المستوى العرفي من المعرفة. لكن المعرفة العميقة بحاجة لأدوات منهجية خاصة بكل علم، ومن ثم ينشأ الاختصاص وبذل المزيد من الجهد والوقت لدراسة أي حقل لامتلاك المعرفة العلمية المتميزة.

وليست المعارف الدينية في هذا السياق بدعا من المعارف، فثمة مستوى عام تكفي فيه الأدوات المعرفية العرفية، ومستوى يتطلب تخصصا.


[1] وسائل الشيعة: ج 27، ص 194.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست