responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 106

وكذلك نطلق لفظة الخمر للدلالة على السائل المسكر، ونطلق لفظة الخِمار للدلالة على الساتر لوجه المرأة، ولا نلاحظ أن علاقة اللفظين ببعضهما إنما هي من ناحية الستر، فهذا يستر الوجه، وتلك تستر العقل.

وهكذا تتداخل إيحاءات اللفظ العربي ببعضها ونفقد بذلك فهم أهم سمة من سمات اللغة العربية التي إن فهمناها لسهل علينا فهم القرآن كثيرا.

من هنا يتوجب علينا الخروج من الفهم التقليدي للألفاظ العربية نحو أفق أسمى، يستشم المعنى الإيحائي العام منها.

وهذا الخروج ضروري لفهم القرآن الحكيم إذ إنه في قمة البلاغة التي تتلخص في رعاية التناسب الشامل بين الموضوع واللفظ، وبين الواقع والتعبير. فيكون كشف المنحنيات التعبيرية والإيحاءات اللفظية ذا أهمية خاصة في القرآن أكثر من أي كتاب آخر لأنها معنية فيه بشكل لا يوصف.

يبقى السؤال: عن كيفية الخروج؟.

والجواب: على الفرد

1- أن يتجرد أولا عن موحيات المناخ الفكري الذي يصور له معنى جامدا للفظ.

2- ثم الرجوع إلى المادة الأساسية التي تجمع كل التصريفات للكلمة، والتفكير في المعنى المناسب لربط هذه المجموعة باللفظ، فمثلا: نجمع معاني يعرشون، عرشا، معروشات ونعود إلى تصريفات اللفظ الأخرى، عريش، وعرش وما أشبه لنستنبط منها جميعا معنى البناء الفوقي لأنه يجمع معاني سرير الملك والبناء، والمرفوع، وسيباط الكرم، والخيمة من الخشب هذه المعاني التي ذكرتها العرب لهذه الألفاظ.

3- قياس موارد استعمال اللفظ ببعضها ليعرف المعنى المشترك الذي يمكن أن يتصور معنى جامعا بين هذه الموارد. ومن الطبيعي أن يعتبر في الاستعمال أن يكون على لسان أهل اللغة المعتنين بالبلاغة.

والأدباء اليوم يكتشفون ظلال الكلمات وإيحاءاتها من موارد الاستعمال في منطق البلغاء أكثر مما يكتشفونها في بطون الكتب اللغوية.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست