إن الحق يظهر لكثير من الناس، إلا أن قليلا منهم يراه. لماذا؟ لأن
أكثرهم يخشى رؤيته، يخاف أن يتعارض مع مسبقاته الفكرية ورواسبه التقليدية، يخاف أن
يتناقض مع أفكار مجتمعه وبيئته، لذلك لا يقترب منه، بل يغمض عينه إذا اقترب الحق
منه. هكذا يجب أن نتحلى بشجاعة الفهم، إذا أردنا أن نخوض حقل التدبر، يجب أن نجعل
الحق فوق كل شيء. فليكن معارضا لأفكارنا السابقة أو ليكن متناقضا مع أفكار الناس،
لابد أن نقول إننا سوف نتبعه إذ إننا بهذه الروح الشجاعة نستطيع كشف الحقائق.
إن آراء المفسرين حول الآية يجب ألَّا تعيقنا عن التدبر من جديد في
معناها بالرغم من احترامنا لها، إذ ربما يكونون جاهلين بمعناها، أو ببعض معانيها،
بيّنما يوفقه الله لها.