2- وتنشأ من صفة الإيمان بالقرآن صفة كريمة أخرى هي الاستعداد لتطبيق
آياته.
إن هذه الصفة شرط هام في فهم آيات الله إذ إن التسليم المسبق لنتائج
البحث عن الحق يساعد النفس على البحث المجرد، كما أن الاستكبار والتردد في قبول
نتائج البحث العلمي يقلل من قيمة هذا البحث عند الإنسان وبالتالي يصرفه عنه.
من هنا كان على الإنسان أن يجعل القرآن إمامه، ويسلم إليه زمام أمره
قبل أن يبدأ بتلاوة آياته حسبما يصف الإمام علي عليه السلام المؤمن الصادق فيقول
وإن فريقًا من الناس يتلون القرآن فيؤوِّلون آياته حسب أهوائهم
ابتعادًا عن العمل بها. إن هؤلاء لايؤتون فهم القرآن أبدًا. بل إن تلاوة القرآن
ستزيدهم وزرًا ووبالًا.
إنما يؤتى علم القرآن من تواضع للحق وسلَّم لله وفتش عن الواقع،
واستعد سلفا لاتباع الحقيقة إذا انكشفت له.