responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 61
{ و بالأخرة هم يوقنون } تبدل التعبير بالإيمان إلى الإيقان، إمّا لتجنب كلفة التكرار، أو لكثرة غرائب متعلقان الأخرة، التي حارت عقول كثيرين فيها بل وأنكرها جملة منهم لعدم ادراك فهمه القاصر لها، فناسب التعبير بالإيقان اظهارا لكمال المدح وابداءا لغاية الثناء-كما قيل-أو لأن أمر الأخرة خطر مهم جدا، حيث فيها الجزاء والعقاب، فالالتفات إليها وتذكّرها يكون له عظيم الأثر في سلوك العبد وتصرفاته، ومن هنا كان التعبير بالإيقان لأنه علم لا يجامعه النسيان، بخلاف الإيمان المجرد، وهو الأقرب، كما يشهد له استعمال الضمير «هم»و تقديمه على الفعل فإنه ليس إلا للتأكيد.
{ أولئك على هدى من ربّهم } قالوا: إن في تكرار الهدى ثانيا بعد قوله تعالى: { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين } ضربا من التأكيد والدلالة على الأهمية، فيكون المعنى: أن هذا الكتاب فيه الدلالة والرشاد للمتّقين الذين يؤمنون بالغب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون، فإن من كان كذلك هو المهتدي.
لكن الذي يبدو للذهن أن المراد بالهداية هنا غير المراد بها في صدر الآية، فإن المراد بها في صدر الآية هو الهداية الخاصة التي يمنحها اللّه تبارك وتعالى لمن يشاء من عباده ويختار، في حين أن المراد بها في المقام وصف العبد المتقي الذي له الهداية الخاصة والمقيم للصلاة إلى آخر ما ذكر بكونه على دلالة تامة ويقين كامل من امر ربه، فهو المعتقد به اعتقادا راسخا لا يعتريه شك، ويؤمن به إيمانا واضحا لا غبار عليه.
و بالجملة: فالمراد بالهداية الاولى ما يمنحها اللّه تعالى لعبد، في حين أن المراد بالثانية الصفة النفسية التي يكون العبد عليها بالنسبة إلى الاعتقاد ببارئه عزّ وجلّ.
و على هذا، فيكون معنى الآية الكريمة: أن المتقي الذي يقيم الصلاة
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست