و ترك
اخرى فهو يكون بالأغراض غالبا.و إذا لم يكن للعلم غرض وراء نفسه كالمعرفة
فتميّزه بموضوعه،كأن يبحث الإنسان عن معرفة عوارض الإنسان من حيث نفسه و
بدنه،و قد يكون بمحموله كما إذا أراد البحث عما يعرضه الحركة و السكون
مثلا)[1].
هذا تمام الكلام في الجهة الأولى من الجهات الثلاثة و يقع الكلام في:
(المرحلة الثانية:في العوارض)
المحمولات على الشيء تارة تكون ذاتية له و اخرى غريبة عنه.
و الذاتي قد يطلق كما في الكلّيات و يراد به الجنس و النوع و الفصل بمعنى
ما يكون الشيء متألّفا منه.و يقابله العرضي و هو ما يكون عارضا على الشيء
من غير أن يتألف منه و قسّموه على قسمين:عرض خاصّ كالضحك للإنسان،و عامّ
كالماشي بالإضافة إليه.
و قد يطلق كما في باب البرهان،و يراد به ما يكون تصوّر نفس الشيء كافيا في
لحوقه و حمله عليه بلا حاجة إلى شيء آخر كالإمكان بالإضافة إلى
الإنسان،فإنّ الإنسان لو لوحظ بنفسه من غير مدخلّية شيء آخر كان وجوده
ممكنا و عدمه ممكنا،و يقابله غير الذاتي و هو ما لا يكون تصوّر نفس الشيء
كافيا في حمله و لحوقه.و لكنّ الذاتي في المقام لم يطلق على كلّ من هذين
القسمين؛ضرورة أنّ المحمولات في مقامنا ليست مما يتقوّم بها ذات الموضوع،و
لا تصوّر الموضوع كاف في لحوقها،بل أغلبها-إن لم يكن كلّها-نظريّة محتاجة
إلى أدلّة.بل إنّ المراد بالذاتي هنا قسم من العارض؛ضرورة أنّ العوارض
قسمان:ذاتية و غريبة.