و
معناه: إنّا إذا لم نعط حقّنا لم نکن ممّن یتنکّب الطریق و یعتزل عن جماعة
المسلمین. بل نشقّ طریقنا إلی الامام مع رکب الجماعة، و إن کنّا فی حالة
حرجة و رکوب مشقّة. لأنّ رکوب مؤخّرات الإبل ممّا یشقّ احتماله و الصبر
علیه. و إلی هذا یشیر فی خطبته الشقشقیة: فصبرت و فی الحلق شجی و فی العین
قذی ... أری تراثی نهبا. و قال (علیه السّلام): لسان العاقل وراء قلبه و قلب الأحمق وراء لسانه [1]. قال
الشریف: و هذا من المعانی العجیبة الشریفة. و المراد: أنّ العاقل لا یطلق
لسانه إلّا بعد مشاورة الرویّة و مؤامرة الفکرة. و الأحمق تسبق حذفات لسانه
و فلتات کلامه مراجعة فکره و مماخضة رأیه. فکأنّ لسان العاقل تابع لقلبه، و
کأنّ قلب الأحمق تابع للسانه. و قال (علیه السّلام): قیمة کل امرئ ما یحسنه [2]. قال الشریف: و هذه الکلمة، التی لا تصاب لها قیمة، و لا توزن بها حکمة، و لا تقرن إلیها کلمة ... (1) الکلمة رقم 40. (2) الکلمة رقم 80.