و لها هاهنا أسالیب کثیرة، و مسالک دقیقة مختلفة. إلّا أنّ لها أصولا کما یلی: أحدها: ان یؤخذ الشبه من المشاهدات و المدرکات بالحواس للمعانی المعقولة. ثانیها: أن یؤخذ الشبه من المحسوس لمثله، إلّا أنّ الشبه عقلی. ثالثها: أن یؤخذ الشبه من المعقول للمعقول. مثال الأوّل ما ذکرناه من استعارة النور للحجّة و البیان [1]. و
مثال الثانی قوله تعالی: وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ
النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ [2]. السلخ من کشط الجلد لکشف الضوء عن
مکان اللیل. و هما حسّیان، و الجامع ما یتصوّر من ترتّب أمر علی آخر، و
حصول أثر عقیب عمل، و هذا الترتّب عقلی. و سلخ النهار من اللیل، باعتبار
أنّ الظلمة هی الأصل، و النهار عارض فبذهاب النهار الذی هو کغشاء علی
اللیل یبدو اللیل «فإذا هم مظلمون» و مثال الثالث قوله تعالی: مَنْ
بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا [3]. فقد استعیر الرقاد للموت و الجامع عدم
الحراک، و الجمیع عقلی [4].
أنواع الاستعارة:
اشارة
تتنوّع الاستعارة- نظرا لحالة التشبیه الملحوظة فیها- إلی أنواع قد
تختلف رواء و بهاء و وفاء بأداء المرام ... و قد اختار القرآن أجملهنّ و
أروعهنّ فیما یختار،