هو أن یکون سوق الکلام بحیث یستدعی بطبعه الانتهاء إلی تلک الخاتمة، حتی
لو سکت المتکلّم عن النطق بها لترنّم بها المستمعون. و هو قریب من التسهیم
فی اصطلاحهم [1]: أن یکون الکلام ممّا یرشد إلی عجزه. و لذا قیل: الفاصلة
تعلم قبل ذکرها. قال الزرکشی: و سمّاه ابن وکیع (هو القاضی أبو بکر محمّد
بن خلف توفی سنة 306) «المطمع» لأنّ صدره مطمع فی عجزه [2]. و هذا من بدیع
البیان و عجیبه، فمن ذلک ما تقدّم من قوله تعالی: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ
خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ [3] و قوله تعالی:
وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ
مُظْلِمُونَ [4] و قوله تعالی: یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً
لِیُرَوْا أَعْمالَهُمْ. فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ.
وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ [5].
4- الایغال:
و هو باب عظیم الشأن من أبواب البدیع، هو عبارة عن ختم الکلام بما یفید
نکتة یتمّ المعنی بدونها. مأخوذ من أوغل فی البلاد: إذا ذهب و بالغ و ابعد
فیها [6] و هو بمنزلة التأکید المبالغ فیه.