أو عزنا ان اوجه التشابه فی
الآیات تتنوّع حسب نوعیة الشبهة التی وقعت فیها ارباب المذاهب و الآراء غیر
الناضجة .. منها: ما یتعلق بصفاته تعالی الجلال و الجمال. و منها: مسألة
الاستطاعة فی الأفعال. و مسألة الهدایة و الاضلال. و القدر و القضاء، و
السعادة و الشقاء. و الحبط و التکفیر .. و اخیرا تنزیه الانبیاء ... مما
ثارت حولها شبهات أو کانت من المسائل العویصات ... لا بدّ من عرضها و
التخرّج منها باسلوب منهجی قویم یتوافق مع محکمات الآیات، و یرتضیه العقل
الرشید، بعونه تعالی.
صفات ذات:
أجمعت الأمّة الاسلامیة علی أنّ للّه تعالی صفات ذاتیة قدیمة، کان حیا
عالما قادرا لم یزل و لا یزال. إنّما الکلام فیما تؤدیه هذه النعوت من
مفاهیم، فذهب أهل العدل و التنزیه إلی أنّ هذه الاوصاف هی عین ذاته
المقدسة، لا بصفة زائدة علی الذات، فهو تعالی حی بذاته، عالم بذاته، قادر
بذاته. و ینزهونه عن اقتران مبادئ هذه النعوت بذاته المقدسة- بأن یکون
حیّا بحیاة، عالما بعلم، قادرا بقدرة، کما زعمه الأشعری- لأنّ اقتران ذاته
بهذه المبادئ- و هی قدیمة فرضا- یستدعی تعدد القدیم تعالی عن ذلک. و من ثمّ فمعنی أنّه حیّ: أنّه یدرک و یرید و یفعل. و معنی أنّه عالم: أنّ