قال تعالی: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها [1]. و
قال: لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةٌ، وَ لَدارُ
الْآخِرَةِ خَیْرٌ [2] و قال: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ
مِنْها [3] و قال: لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةٌ [4]
و قال: مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً، إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ شَکُورٌ [5]. هذه الآیات کلها عامة شاملة لکلتا
الصورتین سواء ألحقت الحسنة سیئة أم لم تلحقها! و فی الآیة الأخیرة صراحة
فی هذا العموم، حیث اشار الی جانب غفرانه تعالی، فالحسنات إذا کانت خالصة
للّه فاللّه یشکر علیها و یقدرها و یغفر لصاحبها من ذنوبه سواء أ تقدمتها
أم تأخرت عنها! و هکذا قوله تعالی: إِنَّا لا نُضِیعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ
عَمَلًا [6] عام. و قوله: فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لا
أُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْکُمْ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی بَعْضُکُمْ مِنْ
بَعْضٍ [7]. و قوله: وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ [8]. فمقتضی رأفته تعالی و رحمته ان لا یضیع أجر الایمان حتی من العصاة حیث الایمان من أفضل القربات. و قوله تعالی: وَ وُفِّیَتْ کُلُّ نَفْسٍ ما کَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ [9]. و قوله: ثُمَّ تُوَفَّی کُلُّ نَفْسٍ ما کَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ [10]. و قوله: لَها ما کَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اکْتَسَبَتْ [11]. و قوله: لِیَجْزِیَ اللَّهُ کُلَّ نَفْسٍ ما کَسَبَتْ [12]. (1) الانعام: 160. (2) النحل: 30. (3) النمل: 89، و القصص: 84. (4) الزمر: 10. (5) الشوری: 23. (6) الکهف: 30. (7) آل عمران: 195. (8) البقرة: 143. (9) آل عمران: 25. (10) البقرة: 281 و آل عمران: 161. (11) البقرة: 286. (12) إبراهیم: 51.