السلف الذی لا یعرف عن أحد منهم خلافه» [1]. قال:
«و قد شرط بعض المتأخرین التواتر فی هذا الرکن، و لم یکتف بصحة السند. و
زعم ان القرآن لا یثبت الا بالتواتر، و ان ما جاء مجیء الآحاد لا یثبت به
قرآن. و هذا مما لا یخفی ما فیه، فان التواتر اذا ثبت لا یحتاج فیه الی
الرکنین الاخیرین من الرسم و غیره، اذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواترا عن
النبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم وجب قبوله و قطع بکونه قرآنا، سواء
وافق الرسم ام خالفه، و اذا اشترطنا التواتر فی کل حرف من حروف الخلاف
انتفی کثیر من احرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الائمة السبعة و غیرهم». قال: «و لقد کنت- قبل- اجنح الی هذا القول، ثم ظهر فساده و موافقة ائمة السلف و الخلف» [2]. و قال «جلال الدین السیوطی»: «اعلم ان القاضی جلال الدین البلقینی قال: القراءة تنقسم الی متواتر و آحاد و شاذ، فالمتواتر: قراءات
السبعة المشهورة. و الآحاد: قراءات الثلاثة، و تلحق بها قراءة الصحابة. و
الشاذ: قراءة التابعین، کالاعمش و یحیی بن وثاب و ابن جبیر و نحوهم». قال
السیوطی. «و هذا الکلام فیه نظر، یعرف مما سنذکره. و احسن من تکلم فی هذا
النوع امام القراء فی زمانه شیخ شیوخنا ابو الخیر ابن الجزری»- ثم نقل
کلامه بطوله و عقبه بما یلی: «قلت: اتقن الامام ابن الجزری هذا الفصل جدا
...» [3]. و قال «الامام الرازی»: «اتفق الاکثرون علی ان القراءات
المشهورة منقولة بالنقل المتواتر. و فیه اشکال، و ذلک لانا نقول: هذه (1)
النشر ج 1 ص 9. (2) النشر ج 1 ص 13. (3) الاتقان ج 1 ص 75- 77 النوع 22- 27.