- فی الأغلب- کانوا یکتبونها بلون غیر لون خطّ المصحف. و الأکثر یکتبونها بلون أحمر. و
الظاهر أنّ تبدیل النقط السود الی نقط ملوّنة حدث بعد وضع الإعجام علی ید
نصر بن عاصم الآنف، للفرق بین النقطة التی هی علامة الحرکة، و التی هی
علامة الإعجام. قال جرجی زیدان: و قد شاهدنا فی دار الکتب المصریّة
مصحفا کوفیّا منقّطا علی هذه الکیفیّة، وجدوه فی جامع عمرو بن العاص بجوار
القاهرة، و هو من أقدم مصاحف العالم، و مکتوب علی رقوق کبیرة بمداد أسود و
فیه نقط حمراء اللون، فالنقطة من فوق الحرف فتحة و تحتها کسرة و بین یدیها
ضمّة، کما وصفها أبو الأسود [1]. و قد جری بالأندلس استعمال أربعة ألوان
للمصاحف هی: اللون الأسود، للحروف. و اللون الأحمر، للشکل بطریقة النقط. و
اللون الأصفر، للهمزات. و اللون الأخضر، لألفات الوصل [2].
تحسینات متأخرة:
قال جلال الدین: کان الشکل فی الصدر الأوّل نقطا، فالفتحة نقطة علی أوّل
الحرف، و الضمّة علی آخره و الکسرة تحت أوّله. و علیه مشی الدانی. و
الذی اشتهر الآن الضبط بالحرکات المأخوذة من الحروف، و هو الذی أخرجه
الخلیل بن أحمد الفراهیدی [3] فالفتح شکلة مستطیلة فوق الحرف، و الکسر کذلک
تحته، و الضمّ واو صغیرة فوقه، و التنوین زیادة مثلها ... قال: و أوّل من
(1) تاریخ التمدن الإسلامی: ج 3 ص 61. (2) الخطّ العربیّ الإسلامیّ
(ترکی عطیة): ص 27. نقلا عن عثمان بن سعید الدانی فی کتابه «المقنع». و
تاریخ القرآن لأبی عبد اللّه الزنجانی: ص 68. (3) هو أوّل من صنّف النقط و رسمه فی کتاب و ذکر علله (المحکم: 9).