ما یجعلها أیضا مکیّة قطعیّا [1]. الثانیة:
قوله تعالی: «أَ فَمَنْ کانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ
شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ کِتابُ مُوسی إِماماً وَ رَحْمَةً أُولئِکَ
یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ مَنْ یَکْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ
مَوْعِدُهُ» [2]. استشهد من قال بمدنیتها بقوله: «کتاب موسی». و بقوله: «من الأحزاب». لکن لا شاهد فیهما، بعد أن جری ذکر موسی فی کثیر من آیات مکیّة. و
الاحزاب إشارة الی قبائل عربیّة متحزّبة ضدّ الرسول، و قد کانت تحزّبت منذ
أن شعر المشرکون بخطر نفوذ الإسلام فی الجزیرة و سرعة انتشار الدعوة [3]. و لا شاهد علی إرادة وقعة الأحزاب. الثالثة:
قوله تعالی: «وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَیِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ
اللَّیْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ» [4]. روی أبو
جعفر الطبری بإسناده عن أبی میسرة. قال: جاءتنی امرأة تبتاع منّی تمرا،
فقلت لها: إنّ فی البیت تمرا أجود، فأدخلتها البیت و أهویت إلیها أقبّلها و
آتی منها ما یأتی الرجل من امرأته سوی الجماع، حتی مسست بیدی دبرها. ثم
خرجت فذکرت ذلک لأبی بکر و عمر، فقالا: استر ذلک علی نفسک و لا تخبرن أحدا.
ثم ذکرت ذلک للنبیّ (صلی اللّه علیه و آله) فقال: هل جهّزت غازیا؟ قلت:
لا. فقال: هل خلفت غازیا فی أهله؟ قلت: لا. فقال: استغفر ربّک و صلّ أربع
رکعات. ثم تلا: «وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَیِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ
اللَّیْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ» ثم قال: إنّها للناس
عامّة، و فی روایة: نزل بها جبرئیل لساعته [5]. و هذه الروایة بهذا السیاق باطلة عندنا البتة. لأنّها تجرئة علی المعاصی، (1) مجمع البیان: ج 5 ص 146. (2) هود: 17. (3) تفسیر التبیان: ج 5 ص 461. (4) هود: 114. (5) تفسیر الطبری: ج 12 ص 82- 83.