زعم بعضهم أنّها نزلت فی الیهود [1]. لکن السیاق یأباه. الثانیة:
قوله تعالی: «فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْکَ
فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْکِتابَ مِنْ قَبْلِکَ ...» [2]. الثالثة: قوله تعالی: «وَ لا تَکُونَنَّ مِنَ الَّذِینَ کَذَّبُوا ...» [3]. الرابعة: قوله تعالی: «إِنَّ الَّذِینَ حَقَّتْ عَلَیْهِمْ کَلِمَتُ رَبِّکَ ...» [4]. زعموها-
أیضا- نزلت فی الیهود. و لا دلیل لهم فی ذلک، و السیاق واحد متّصل. و لعلّ
ذکر أهل الکتاب هو الذی أوقعهم فی هذا الزعم! مع العلم بأنّ هذه الآیات
لیست بأصرح من قوله: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ»* [5] الآیة المکیّة
بالإجماع. و قیل: من الآیة: رقم 40 الی نهایة السورة کلّها نزلت بالمدینة [6] و لا شاهد لهذا القول إطلاقا. و لحن الآیات و لهجتها أیضا تأباه. و
الخلاصة: القائل بالاستثناء فی هذه السورة، لا یملک دلیلا موثوقا به و لا
سندا یعتمد علیه. کما أنّ سیاقها ینادی بمکیّتها بوضوح. و من ثم نرجّح
کونها مکیّة أجمع.
5- سورة هود: مکیّة
استثنی منها ثلاث آیات: الأولی: قوله تعالی: «فَلَعَلَّکَ تارِکٌ
بَعْضَ ما یُوحی إِلَیْکَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُکَ أَنْ یَقُولُوا لَوْ لا
أُنْزِلَ عَلَیْهِ کَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَکٌ» [7]. لکن السیاق یشهد- صراحة- بأنّها مکیّة. و قد روی فی سبب نزولها