لم یستدع، لأنّه تعالی لا یدّخر المصالح عنهم. و ما لا مصلحة فیه لا ینزله علی کلّ حال، فلا معنی للاستدعاء. فلا تعلق للآیة بالموضع الذی وقع فیه .. [1].
أوّل ما نزل:
اختلف الباحثون فی شئون القرآن، فی أنّ أیّ آیاته أو سوره نزلت قبل؟ و الأقوال فی ذلک ثلاثة: 1-
سورة العلق. لأنّ نبوّته (صلی اللّه علیه و آله) بدأت بنزول ثلاث أو خمس
آیات من أوّل سورة العلق. و ذلک حینما فجأه الحقّ و هو فی غار حراء، فقال
له الملک: اقرأ فقال: ما أنا بقارئ، فغطّه غطّا ثم قال له: «اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ
وَ رَبُّکَ الْأَکْرَمُ [2]. الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ
الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ» [3]. و فی تفسیر الإمام: هبط إلیه
جبرائیل و أخذ بضبعه و هزّه، فقال: یا محمد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)
اقرأ: قال: و ما أقرأ؟ قال: یا محمد «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی
خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَ رَبُّکَ الْأَکْرَمُ.
الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ» [4]. و
روی عن الإمام الصادق (علیه السلام): «أوّل ما نزل علی رسول اللّه (صلی
اللّه علیه و آله و سلم) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ. اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّکَ. و آخر ما
(1) جواب المسائل الطرابلسیّات الثالثة. ضمن
المجموعة الأولی من رسائل الشریف المرتضی: ص 403- 405. (2) صحیح البخاری: ج 1 ص 3. (3) صحیح مسلم: ج 1 ص 97. (4) تفسیر الامام: ص 157. و بحار الأنوار: ج 18 ص 206 ح 36. و تفسیر البرهان: ج 2 ص 478.