جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 375

إلی عظمة اللّه تعالی، و ینقطع إلیه باطنا، لیخلصه من عقوبات تلک النشأة، و یوصله إلی نعیمها و لذاتها. و إذا سمع أحوال الأنبیاء- علیهم السلام-، من تکذیبهم و ضربهم و قتلهم، فلیفهم منه صفة الاستغناء للّه تعالی من الرسل و المرسل الیهم، و انه لو أهلک جمیعهم لا یؤثر فی ملکه، و إذا سمع نصرتهم فی الامر، فلیفهم قدرة اللّه و إرادته لنصرة الحق، و اما أحوال المکذبین، و ما جری علیهم من العقوبات و ضروب النکال، فلیستشعر الخوف من سطوته و نقمته، و یعتبر فی نفسه، و یعلم انه غفل و اساء الادب، و اغتر بما امهل، فربما تدرکه النقمة. و کذلک إذا سمع الوعد و الوعید و الامر و التهدید. فلا یمکن استقصاء ما یفهم من القرآن، لانه لا نهایة له، إذ (لا رطب و لا یابس إلا فی کتاب مبین).
قُل لَوْ کانَ البَحرُ مداداً لِکَلِماتِ رَبِّی لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أنْ تَنفِدَ کلِماتُ رَبِّی [1].
و لکل عبد منه بقدر استعداده و مقدار فهمه و صفاء نفسه.
و منها- التخلی عن موانع الفهم: و هی التقلید و التعصب لمذهب، فان ذلک بمنزلة حجاب لمرآة النفس یمنعها عن انعکاس غیر معتقدها فیها، و الجمود علی تفسیر ظاهر، ظانا ان غیره تفسیر بالرأی لا یجوز ارتکابه، و صرف الهمة و الفهم إلی تحقیق الحروف و ما یتعلق بها من الأمور المتداولة بین القراء، فان قصر التأمل علی ذلک مانع من انکشاف المعانی، و الإصرار علی الذنوب الظاهرة و الباطنة، و متابعة الشهوات المظلمة للقلب الموجبة للحرمان عن انکشاف الاسرار و الحقائق فیه، و اشراق المعارف الحقة علیه. قال رسول اللّه- صلی اللّه علیه و آله-: «اذا عظمت

(1) الکهف، الآیة: 110.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 375

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست