جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 190

و الأقارب و المتعلقین، و مراعاتهم اوقع فی القلب من مراعاة الأخ المحبوب فی نفسه، فان فرحه بتفقد من یتعلق به أکثر من فرحه بتفقد نفسه، اذ لا تعرف قوة المحبة و الشفقة الا بتعدیها من المحبوب إلی کل من یتعلق به، حتی ان من قوی حبه لأخیه تمیز فی قلبه کلبه الذی علی باب داره من سائر الکلاب. و لا ریب فی ان المحبة التی تنقطع- و لو بعد الممات- لا تکون محبة فی اللّه، اذ المحبة فی اللّه دائمة لا انقطاع لها. فما قیل من ان (قلیل الوفاء بعد الوفاة خیر من کثیره حال الحیاة) انما هو لدلالته علی کون الحب فی اللّه.
و بالجملة: الوفاء بالمحبة تمامها. و من آثار الوفاء ان یکون شدید الجزع من مفارقته، و الا یسمع بلاغات الناس علیه، و ان یحب صدیقه و یبغض عدوه، و لیس من الوفاء موافقة الأخ فیما یخالف الحق فی امر یتعلق بالدین، بل من الوفاء المخالفة له و إرشاده إلی الحق.
هذا و اما البعد و الانس، فقد عرفت ان الانس عبارة عن استبشار القلب بما یلاحظه من المحبوب بعد الوصول، و البعد خلافه، و الأنس و الخوف و الشوق کلها من آثار المحبة، و کل واحد منها یرد علی المحب بحسب نظره، و مما یغلب علیه فی وقته، فإذا غلب علیه التطلع من وراء حجب الغیب إلی منتهی الجمال، و استشعر قصوره من الاطلاع علی کنه الجلال، انبعثت النفس و انزعجت له و هاجت إلیه، فسمیت هذه الحالة فی الانزعاج (شوقا)، و هو بالإضافة إلی امر غایب، و إذا غلب علیه الفرح بالقرب و مشاهدة الحضور بما هو حاصل من الکشف، و کان نظره مقصورا علی مطالعة الجمال الحاضر المکشوف، غیر ملتفت إلی ما لم یدرکه بعد، استبشر القلب بما یلاحظه فیه. فیسمی استبشاره (انسا)، و ان کان نظره إلی صفات العز و الجلال و الاستغناء و عدم المبالاة، و استشعر إمکان الزوال و البعد، تألم قلبه بهذا الاستشعار، فیسمی

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 190

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست