جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 178

خلت عن ذکر اللّه و الانس به.
الخامسة- أن یکون مشفقا رءوفا علی عباد اللّه، رحیما علی أولیائه، و شدیدا علی اعداء اللّه، کارها لمن یخالفه و یعصیه، إذ مقتضی الحب الشفقة و المحبة لأحباء المحبوب و المنسوبین إلیه، و البغض لأعدائه و مخالفیه.
السادسة- أن یکون فی حبه خائفا متذللا تحت سلطان العظمة و الجلال، و لیس الخوف مضادا للحب، کما ظن، إذ ادراک العظمة یوجب الهیبة، و ادراک الجمال یوجب الحب، و لخصوص المحبین خوف الاعراض، و خوف الحجاب، و خوف الابعاد، و خوف الوقوف، و سلب المزید. و قال بعض العرفاء: «من عبد اللّه بمحض المحبة من غیر خوف هلک بالبسط و الإدلال، و من عبده من طریق الخوف من غیر محبة انقطع عنه بالبعد و الاستیحاش، و من عبده من طریقهما أحبه اللّه، فقربه و مکنه و علمه».
السابعة- کتمان الحب و الشوق من إظهاره و من إظهار الوجد و اجتناب الدعوی، تعظیما للمحبوب و اجلالا له، و هیبة منه و غیرة علی سره، فان الحب سر من أسرار المحبوب، فلا ینبغی افشاؤه، و لأنه ربما یدخل فی الدعوی ما یجاوز حد الواقع، فیکون من الافتراء، و تعظم به العقوبة فی العقبی و البلیة فی الدنیا. نعم، ربما غشیته سکرة فی حبه، حتی یدهش فیها، و تضطرب أحواله، فیظهر علیه حبه من دون اختیار و تمحل. فمثله معذور، لأنه تحت سلطان المحبة مقهور، و من عرف أن حصول حقیقة المعرفة و المحبة التی تنبغی أن تکون فی حق اللّه یستحیل أن یحصل لأحد، و أن یطلع علی ما اعترف عظماء الإنسان- أعنی الأنبیاء و الأولیاء- من العجز و القصور، و ان صنفا واحدا من الأصناف الغیر المتناهیة من ملائکته ملائکة بعدد جمیع ما خلق اللّه من شی‌ء، هم أهل المحبة للّه، ما خطر علی

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 3 صفحه : 178

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست