جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 421

الأجر و الثواب. اذ نیة الخیرات المتعددة توجب تضاعف الثواب بحسبها و إن کان من الأغراض الدنیویة الراجعة إلی حب جاه أو طمع مال فهو مبطل للعمل و الثواب، سواء کان الباعث الدینی أضعف من الباعث النفسی أو مساویا له أو أقوی منه، لظواهر الاخبار المتقدمة. و مع إبطاله العمل یترتب علیه عقاب علی حدة أیضا، إذ الریاء فی العبادة فی نفسه منهی عنه محرم، سواء کان هو الباعث وحده او انضم إلی نیة التقرب انضماما مستقلا أو غیر مستقل، فمن ارتکبه کان آثما لأجل الریاء فی نفسه و تارکا للعبادة من حیث دخول الریاء فیها، فان کانت واجبة ترتب اثم آخر علی ترکها إلا أن یسقطه بقضائها، و ان کانت مستحبة لم یلزم قضاؤها و لم یترتب اثم علی ترکها، بل کان اثمها منحصرا بما یترتب علی الریاء فی نفسه. ثم الإثم المترتب علی الریاء المحض أشد و اغلط من المترتب علی الریاء الممزوج بالقربة، و یتزاید اثم الممزوج بحسب ازدیاد قوة باعث الریاء بالنظر إلی باعث الإخلاص، و ینقص بحسب نقصان ذلک.
و علی ما ذکرناه، فما العقد علیه إجماع الأمة من أن من خرج حاجا و معه تجارة صح حجه و أثیب علیه، مع أن سفره لیس خالصا للحج، فالوجه فیه أن التجارة تعرض للرزق، و هو أیضا عبادة. و قد تقدم أن نیة الخیرات المتعددة موجبة لتضاعف الثواب بحسبها، فلا حاجة إلی ما قیل «إن التاجر إنما یثاب علی أعمال الحج عند انتهائه إلی مکة و تجارته غیر موقوفة علیه فهو خالص، و إنما المشترک طول المسافة، و لا ثواب فیه مهما قصد تجارة»، و لا إلی ما قیل: «مهما کان الحج هو المحرک الأصلی و کان غرض التجارة کالمعین و التابع، فلا ینفک نفس السفر عن الثواب» نعم، إذا کانت التجارة للجمع و الادخار من غیر حاجة، فلا یبعد أن یقال ذلک، و کذا إذا انضم إلی قصد الحج قصد التفرج و دفع التوحش عن الأهل

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 421

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست