جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 229

له: إنی لم استعملک علی سفک الدماء و اتخاذ الأموال، و إنما استعملتک لتکف عنی أصوات المظلومین، فإنی لن أدع ظلامتهم و إن کانوا کفارا»
و قال علیه السلام: «أما إن المظلوم یأخذ من دین الظالم أکثر مما یأخذ الظالم من مال المظلوم ... ثم قال: من یفعل الشر بالناس فلا ینکر الشر إذا فعل به. أما إنه یحصد ابن آدم ما یزرع. و لیس یحصد أحد من المر حلوا، و لا من الحلو مرا».
و قال علیه السلام: «من ظلم، سلط اللّه علیه من یظلمه، أو علی عقبه أو علی عقب عقبه» قال الراوی: «قلت هو یظلم، فیسلط اللّه علی عقبه أو علی عقب عقبه؟! قال: فإن اللّه تعالی یقول:
وَ لِیَخْشَ الَّذِیْنَ لَوْ تَرَکُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِیَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَیْهِمْ فَلْیَتَّقُوا اللّهَ وَ لِیَقُولُوا قَوْلاً سَدِیْداً [1].
و الظاهر أن مؤاخذة الأولاد بظلم آبائهم إنما هو فی الأولاد الذین کانوا راضین بفعل آبائهم، أو وصل إلیهم أثر ظلمهم، أی انتقل إلیهم منهم بعض أموال المظلومین. و قال بعض العلماء: الوجه فی ذلک: أن الدنیا دار مکافاة و انتقام، و إن کان بعض ذلک مما یؤخر إلی الآخرة.
و فائدة ذلک أما بالنسبة إلی الظالم فإنه یردعه عن الظلم إذا سمع، و أما بالنسبة إلی المظلوم فإنه یستبشر بنیل الانتقام فی الدنیا مع نیله ثواب الظلم الواقع علیه فی الآخرة، فإنه ما ظفر أحد بخیر مما ظفر به المظلوم، لأنه یأخذ من دین الظالم أکثر مما أخذ الظالم من ماله، کما تقدم، و هذا مما

(1) صححنا أحادیث الباب علی (أصول الکافی): باب الظلم. و الآیة من الحدیث الأخیر: سورة النساء، الآیة: 8.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 229

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست