إن لم یقدر علی الاکتفاء بمرة واحدة- و قد استفاضت أخبار أئمتنا الراشدین- علیهم السّلام- بالحث علی التعشی. ثم
للعرفاء ترغیبات علی الجوع و تصریحات علی کثرة فوائده، و علی توقف کشف
الأسرار الإلهیة و الوصول إلی المراتب العظیمة علیه، و لهم حکایات فی إمکان
الصبر علیه، و علی عدم الأکل شهرا أو شهرین أو سنة و نقلوا حصوله عن
بعضهم، و هذا أمر وراء ما وردت به السنة و کلفت به عموم الأمة، فإن کان
ممدوحا فإنما هو لقوم مخصوصین. و أما الجماع، فالاعتدال فیه أن یقتصر
فیه علی ما لا ینقطع عن النسل و یحصل له التحصن، و تزول به خطرات الشهوة، و
لا یؤدی إلی ضعف البدن و القوی.
و أما غیر الجنسین من الأنواع و النتائج و الآثار المتعلقة بالقوة الشهویة
اشارة
- و إن کان بعضها أعم الجنسین أو مساویا لهما-:
فمنها: حب الدنیا
اشارة
اعلم أن للدنیا ماهیة فی نفسها و ماهیة فی حق العبد، أما ماهیة الدنیا و
حقیقتها فی نفسها، فعبارة عن أعیان موجودة: هی الأرض و ما علیها و الأرض
هی العقار و الضیاع و أمثالهما، و ما علیها تجمعه المعادن و النبات و
الحیوان، و المعادن تطلب لکونها إما من الآلات و الزینة کالنحاس و الرصاص و
الجواهر و أمثالها، أو من النقود کالذهب و الفضة، و النبات یطلب لکونه