جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 101

صلی اللّه علیه و آله یأمر غالبا بالتعفف عن السؤال، و یقول: «من سألنا أعطیناه، و من استغنی أغناه اللّه، و من لم یسألنا فهو أحب إلینا»
و قال: «و ما قل من السؤال فهو خیر» قالوا: و منک یا رسول اللّه؟ قال:
«و منی»: «لو أن أحدکم أخذ حبلا فیأتی بحزمة حطب علی ظهره فیبیعها و یکف بها وجهه، خیر من أن یسأل».
و قال سید الساجدین علیه السلام: «ضمنت علی ربی أنه لا یسأل أحد أحدا من غیر حاجة إلا اضطرته المسألة یوما إلی أن یسأل من حاجة»
و نظر علیه السلام یوم عرفة إلی رجال و نساء یسألون، فقال «هؤلاء شرار خلق اللّه، الناس مقبلون علی اللّه و هم مقبلون علی الناس».
و قال الباقر علیه السلام: «أقسم باللّه و هو حق ما فتح رجل علی نفسه باب مسألة إلا فتح اللّه علیه باب فقر»،
و قال الصادق علیه السلام: «طلب الحوائج إلی الناس استلاب [1] للعز و مذهبة للحیاء، و الیأس مما فی أیدی الناس عز للمؤمن فی دینه، و الطمع هو الفقر الحاضر».
و قال الصادق علیه السلام: «لو یعلم السائل ما علیه من الوزر ما سأل أحد أحدا، و لو یعلم المسئول ما علیه إذا منع ما منع أحد أحدا».
و قال: «من سأل من غیر حاجة فکأنما یأکل الجمر».
ثم المنع و التحریم إنما هو فی السؤال بدون الاضطرار، و أما مع الحاجة و الاضطرار فلا ریب فی جوازه، و قد وردت به الرخصة، قال اللّه سبحانه:
وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ [2].

(1) الاستلاب بمعنی السلب، و هو من باب الافتعال.
(2) الضحی، الآیة: 10.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 101

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست