responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 95

استعمال العقل علی الوجه الأصلح، و حینئذ فلا یرد اشکال أصلا لعدم کون الحکمة بهذا المعنی عین المقسم لأنها جزء له. و فیه أن الحکمة بهذا المعنی هی العدالة علی ما تقرر، مع أن العدالة أیضا إحدی الفضائل الأربع (تنبیه) قد صرح علماء الأخلاق بأن صاحب الفضائل الأربع لا یستحق المدح ما لم تتعد فضائلها إلی الغیر، و لذا لا یسمی صاحب ملکة السخاء بدون البذل سخیا بل منافقا، و لا صاحب ملکة الشجاعة بدون ظهور آثارها شجاعا بل غیورا، و لا صاحب ملکة الحکمة بدونها حکیما بل مستبصرا.
و الظاهر أن المراد باستحقاق المدح هو حکم العقل بوجوب المدح، فإن من تعدی أثره یرجی نفعه، و یخاف ضره، فیحکم العقل بلزوم مدحه جلبا للنفع، أو دفعا للضرر، و أما من لا یرجی خیره و شره فلا یحکم العقل بوجوب مدحه و ان بلغ فی الکمال ما بلغ.

فصل تحقیق الوسط و الأطراف‌

لا ریب فی أنه بإزاء کل فضیلة رذیلة هی ضدها، و لما عرفت أن أجناس الفضائل أربعة فأجناس الرذائل أیضا فی بادی النظر أربعة:
الجهل، و هو ضد الحکمة، و الجبن، و هو ضد الشجاعة، و الشره و هو ضد العفة، و الجور، و هو ضد العدالة. و عند التحقیق یظهر أن لکل فضیلة حدا معینا، و التجاوز عنه بالإفراط أو التفریط یؤدی إلی الرذیلة، فالفضائل بمنزلة الأوساط، و الرذائل بمثابة الأطراف، و الوسط واحد معین لا یقبل

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست