ببعض و
بعضها ببعض آخر، کحب الجاه أعنی طلب المنزلة فی القلوب: فإنه إن کان
المقصود منه الاستیلاء علی الخلق و التفوق علیهم، کان من رذائل قوة الغضب. و
إن کان المقصود منه طلب المال لیتوسل به إلی شهوة البطن و الفرج، کان من
رذائل قوة الشهوة، و کذا الحسد أعنی تمنی زوال النعمة عن الغیر: إن کان
باعثه العداوة کان من رذائل القوة الغضبیة. و إن کان باعثه مجرد وصول
النعمة إلیه کان من رذائل القوة الشهویة. أو یکون للثلاث أو الاثنتین
مدخلیة بالاشتراک فی نوع الفضیلة و الرذیلة أو بعض أصنافه، کالحسد الذی
باعثه العداوة و توقع وصول النعمة إلیه معا، و کالغرور و هو سکون النفس إلی
ما یوافق الهوی، و تمییل النفس إلیه بخدعة من الشیطان، فإن النفس إن کانت
مائلة بالطبع إلی شیء من مقتضیات الشهوة، و اعتقدت جهلا کونه خیرا لها کان
ذلک من رذائل قوتی العاقلة و الشهوة، و کان کانت مائلة إلی شیء من
مقتضیات قوة الغضب. و اعتقدت جهلا کونه خیرا لها کان ذلک من رذائل قوتی
العاقلة و الغضب، و إن کانت مائلة إلی شیء من مقتضیاتهما معا مع اعتقادها
کونه خیرا لها کان من رذائل الثلاث معا. ثم مرادنا من تعلق صفة بالقوی
المتعددة و کونها معدودة من رذائلها أو فضائلها أن یکون لکل منها تأثیر فی
حدوثها و إیجادها، أی یکون من جملة عللها الفاعلة الموجدة، بحیث لو قطع
النظر عن فعل واحدة منها لم تتحقق هذه الصفة، فإن الغرور یتحقق بالمیل و
الاعتقاد، بمعنی أن کلا منهما مؤثر فی إیجاده و إحداثه، و لو لم یکن
الاعتقاد المتعلق بالعاقلة و المیل المتعلق بالشهوة و الغضب لم یوجد غرور.
فلو کانت مدخلیة قوة فی صفة بمجرد