أیضا علی ذمه، کما یأتی. و هذه الأفعال المعبر عنها بالتکبر قد تصدر عن الحقد أو الحسد أو الریاء، و إن لم تکن فی النفس عزة و تعظم.
فصل (ذم الکبر)
الکبر آفة عظیمة و غائلته هائلة، و به هلک خواص الأنام فضلا عن غیرهم من
العوام، و هو الحجاب الأعظم للوصول إلی أخلاق المؤمنین، إذ فیه عز یمنع عن
التواضع، و کظم الغیظ، و قبول النصح، و الدوام علی الصدق، و ترک الغضب و
الحقد و الحسد و الغیبة و الإزراء بالناس، و غیر ذلک. فما من خلق مذموم إلا
و صاحب الکبر مضطر إلیه، لیحفظ به عزه، و ما من خلق محمود إلا و هو عاجز
عنه. خوفا من فوات عزه. و لذا ورد فی ذمه ما ورد من الآیات و الأخبار، قال
اللَّه سبحانه: کَذلِکَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلی کُلّ قَلبٍ مُتَکَبِّرٍ جَبّار [1]. و قال: سأصْرفُ عَنْ آیاتی الْذِینَ یَتکبرُون [2]. و قال: وَ
الملائِکَة باسِطُوا أیْدیهِمْ أخرِجُوا أنْفُسَکُمْ ... إلی قوله: وَ
کُنْتُمْ عَنْ آیاتِهِ تَسْتَکْبرونَ [3]. و قال: ادْخلُوا أبْوابَ
جَهَنَّمَ خالِدینَ فیها فَبِئْسَ مَثْوی المُتَکَبِّرینَ [4]. و قال: فَالَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ قُلُوبهُم مُنْکِرَةٌ وَ هُمْ