جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 35

و ردعهم عن مشارکة أسراء ذل الناسوت، و مصاحبة قرناء جب الطاغوت إلی مجاورة سکان صقع الملکوت، و مرافقة قطان قدس الجبروت، و لا یتیسر ذلک إلا بالتخلی عن ذمائم الأخلاق و رذائلها، و التحلی بشرائف الصفات و فضائلها، فیجب علی کل عاقل أن یأخذ أهبته، و یبذل همته فی تطهیر قلبه عن أوساخ الطبیعة و أرجاسها، و تغسیل نفسه عن أقذار الجسمیة و أنجاسها قبل أن یتیه فی بیداء الشقاق، و یهوی فی مهاوی الضلالة و الهلاکة، و یصرف جده و یجتهد جهده فی استخلاص نفسه عن لصوص القوی الأمارة ما دام الاختیار بیده، إذ لا تنفعه الندامة و الحسرة فی غده.
ثم لا ریب فی أن التزکیة موقوفة علی معرفة مهلکات الصفات و منجیاتها، و العلم بأسبابها و معالجاتها، و هذا هو الحکمة الحقة التی مدح اللّه أهلها، و لم یرخص لأحد جهلها، و هی الموجبة للحیاة الحقیقة، و السعادة السرمدیة، و التارک لها علی شفا جرف الهلکات، و ربما أحرقته نیران الشهوات.
و قد کان السلف من الحکماء یبالغون فی نشرها و تدوینها. و جمعها و تبیینها، علی ما أدت إلیه قوة أنظارهم، و أدرکوه بقرائحهم و أفکارهم.
و لما جاءت الشریعة النبویة «علی صادعها ألف صلاة و تحیة» حثت علی تحسین الأخلاق و تهذیبها، و بینت دقائقها و تفصیلها بحیث اضمحل فی جنبها ما قرره أساطین الحکمة و العرفان، و غیرهم من أهل الملل و الأدیان، إلا أنه لما کان ما ورد منها منتشرا فی موارد مختلفة، و متفرقا فی مواضع متعددة، تعسّر أن یحیط به الجل فلا بد من ضبطه فی موضع واحد لیسهل تناوله للکل، فجمعت فی هذا الکتاب خلاصة ما ورد من الشریعة الحقة مع زبدة ما أورده أهل العرفان و الحکمة علی نهج تقرّ به أعین الطالبین، و تسر به أفئدة الراغبین.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 35

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست