و نذکر أولا بعض المقدمات
النافعة فی المطلوب ثم نشیر إلی أقسام الأخلاق، و مبادئها من القوی و
نضبطها بأجناسها و أنواعها و نتائجها و ثمراتها ثم إلی المعالجة الکلیة
لذمائم الأخلاق و الجزئیة لکل خلق مذموم، مما له اسم مشهور، و ما ینشأ عنه
من الأفعال المذمومة، و فی تلوه نذکر ضده المحمود، و ما یدل علی فضله عقلا و
نقلا، لأن العلم بفضیلة کل خلق و المداومة علی آثاره أقوی علاج لإزالة
ضده، و لا نتابع القوم من تقدیم الرذائل بأسرها علی الفضائل، بل نذکر أولا
ما یتعلق بالقوة العقلیة من الفضائل و الرذائل علی النحو المذکور، ثم ما
یتعلق بالغضبیة، ثم ما یتعلق بالشهویة، ثم ما یتعلق باثنتین منها أو ثلاث،
لأن ذلک أدخل فی ضبط الأخلاق، و معرفة أضدادها، و العلم بمبادئها و
أجناسها، و هو من أهم الأمور لطالبی هذا الفن. و ما تعرضت لتدبیر المنزل
و سیاسة المدن، لأن غرضنا فی هذا الکتاب إنما هو مجرّد إصلاح النفس و
تهذیب الأخلاق، و سمیته «بجامع السعادات» و رتبته علی ثلاثة أبواب.