إیمانه
و دینه، و لا ألما فی روحه و جسمه، علی أن ذلک لا یختص بالموت، إذ العدو
یشمت و یفرح بما یرد علیه فی حال الحیاة أیضا من البلایا و المحن فمن کره
ذلک فلیجتهد فی قطع العداوة و إزالتها بالمعالجات المقررة للحقد و الحسد
(السادس) تصور تضییع الأولاد و العیال، و هلاک الأعوان و الأنصار
و هذا أیضا من الوساوس الباطلة الشیطانیة و الخواطر الفاسدة النفسانیة،
إذ ذلک یوجب ظن منشئیته لاستکمال الغیر و عزته، و مدخلیته فی قوته و ثروته،
و ذلک ناشیء من جهله باللّه و بقضائه و قدره، إذ فیضه الأقدس اقتضی إیصال
کل ذرة من ذرات العالم إلی ما یلیق بها و إبلاغها إلی ما خلقت لأجله، و
لیس لأحد أن یغیر ذلک أو یبدله و لذا تری أکثر الأفاضل یجتهدون فی تربیة
أولادهم و لا ینجح سعیهم أصلا، و تشاهد غیر واحد من الأغنیاء یخلفون
لأولادهم أموالا کثیرة و تخرج عن أیدیهم فی مدة قلیلة، و تری کثیرا من
أیتام الأطفال لا تربیة لهم و لا مال، و مع ذلک یبلغون بالتربیة الأزلیة
مدارج الکمال، أو یحصلون ما لا حصر له من الأموال. و الغالب أن الأیتام
الذین ذهب عنهم الآباء فی حالة الصبی تکون ترقیاتهم فی الآخرة و الدنیا
أکثر من الأولاد الذین نشأوا فی حجر الآباء. و التجربة شاهدة بأن من اطمأن
من أولاده بمال یخلفه لهم أو ذی قوة یفوض إلیه أمورهم، اعتراهم بعده الفقر و
الفاقة و الذلة و المهانة، و ربما صار ذلک سببا لهلاکهم و انقراضهم. و من
فوض أمورهم إلی رب الأرباب و خالق العباد ازداد لهم بعده عزا و قوة و کثرة و
ثروة. فاللائق بالعقلاء أن یفوضوا أمور الأولاد و غیرهم من الأقارب و
الأنصار إلی من خلقهم و رباهم، و یوکلهم إلی موجدهم و مولاهم، و هو نعم
المولی و نعم الوکیل. و قد ظهر أن الخوف من الموت لأجل البواعث المذکورة لا
وجه له. ثم ینبغی للعاقل أن یتفکر فی أن کل کائن فاسد البتة، کما تقرر فی