الملائکة، و یصیر مستقرها و مستودعها، فتستضاء بشروق الأنوار القدسیة من مشکاة الربوبیة، و یشملها خطاب: یا
أیتها النَّفسُ المُطمَئِنَةُ ارجِعی إِلی رَبّک راضِیَةً مَرضیَّةً [1] و
مثل هذه النفس أحسن النفوس و أشرفها، و تقابلها النفس المنکوسة المملوة من
الخبائث الملوثة بأنواع الذمائم و الرذائل، و هی التی انفتحت فیها أبواب
الشیطان و انسدت منها أبواب الملائکة، و یتصاعد منها دخان مظلم إلیها،
فتملا جوانبها و یطفئ نور الیقین و یضعف سلطان الإیمان، حتی تخمد أنواره
بالکلیة، و لا یخطر فیها خاطر خیر أبدا، و تکون دائما محل الوساوس
الشیطانیة، و مثلها لا یرجع إلی الخیر أبدا، و علامتها عدم تأثرها من
النصائح و المواعظ، و لو أسمعت الحق عمیت عن الفهم و صمت عن السمع، و إلی
مثلها أشیر بقوله سبحانه: أ رَأیتَ مَن أتَّخَذَ إلهَهُ هَواهُ أ فأنتَ تَکُونُ عَلَیه وَکیلاً [2] و بقوله تعالی: خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِم وَ عَلی سَمعِهِم وَ عَلی أبصارِهم غِشاوة [3] و بقوله سبحانه: إِن هُم إِلاّ کَالأَنعامِ بَل هُم أضَلُّ سَبیلاً [4](1) الفجر، الآیة: 27- 28. (2) الفرقان، الآیة: 43. (3) البقرة، الآیة: 7. (4) الفرقان، الآیة: 44.