responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 190

فی نفس الشاب کالحلفاء [1] الیابسة، فإذا وجدها کثرة تولده و تولدت النار من النار و لم تنقطع أصلا.
فظهر أن وسواس الخناس لا یزال یجاذب قلب کل إنسان من جانب إلی جانب، و لا علاج له إلا قطع العلائق کلها ظاهرا و باطنا، و الفرار عن الأهل و المال و الولد و الجاه و الرفقاء، ثم الاعتزال إلی زاویة، و جعل الهموم هما واحدا هو اللّه. و هذا أیضا غیر کاف ما لم یکن له مجال فی الفکر و سیر فی الباطن فی ملکوت السماوات و الأرض و عجائب صنع اللّه، فإن استیلاء ذلک علی القلب و اشتغاله به یدفع مجاذبة الشیطان و وسواسه، و إن لم یکن له سیر بالباطن فلا ینجیه إلا الأوراد المتواصلة المترتبة فی کل لحظة من الصلوات و الأذکار و الأدعیة و القراءة. و یحتاج مع ذلک إلی تکلیف القلب الحضور، إذ الأوراد الظاهرة لا تستغرق القلب، بل التفکر بالباطن هو الذی یستغرقه و إذا فعل کل ذلک لم یسلم له من الأوقات إلا بعضها، إذ لا یخلو فی بعضها عن حوادث تتجدد و تشغله عن الفکر و الذکر، کمرض أو خوف أو إیذاء و طغیان، و لو من مخالطة بعض لا یستغنی عنه فی الاستعانة فی بعض أسباب المعیشة.

فصل (ما یتم به علاج الوسواس)

اشارة

لو أمکن العلاج فی القطع الکلی للوساوس فإنما یتم بأمور ثلاثة:

(الثانی) عمارة القلب بأضدادها

من فضائل الأخلاق و شرائف الاوصاف، و الملازمة للورع و التقوی، و المواظبة علی عبادة ربه الأعلی.

(الأول) سد الأبواب العظیمة للشیطان فی القلب،

و هی الشهوة، و الغضب، و الحرص، و الحسد و العداوة، و العجب، و الحقد، و الکبر، و الطمع، و البخل، و الخفة و الجبن، و حب الحطام الدنیوی الدائر، و الشوق


(1) الحلفاء: نبت أطرافه محددة کأنها سعف النخل و الخوص، ینبت فی مغایض المیاه. الواحدة (حلفة و حلفاء).
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست