لمتان [1]: لمة من الملک ایعاد بالخیر و تصدیق بالحق، و لمة من الشیطان إیعاد بالشر و تکذیب بالحق». و بقوله- صلی اللّه علیه و آله و سلم-: «قلب المؤمن بین إصبعین من أصابع الرحمن».
فصل (أقسام الخواطر و منها الإلهام)
الخاطر ینقسم إلی ما یختلج بالبال من دون أن یکون مبدأ للفعل، و هی
الأمانی الکاذبة و الأفکار الفاسدة، و إلی محرک الإرادة و العزم علی الفعل،
إذ کل فعل مسبوق بالخاطر أولا، فمبدأ الأفعال الخواطر، و هی تحرک الرغبة و
الرغبة العزم، و العزم النیة، و النیة تبعث الأعضاء علی الفعل، (و الثانی)
کما عرفت إن کان مبدأ للخیر یکون إلهاما و محمودا، و إن کان مبدأ للشر
یکون وسواسا و مذموما. (و الأول) له أنواع کثیرة: (منها) ما یرجع إلی
التمی، سواء کان حصول ما یتمناه ممکنا أو محالا، و سواء کان المتمنی حسنا
محمودا أو قبیحا مذموما، و سواء کان عدمه مستندا
(1)
روی الحدیث فی إحیاء العلوم ج 2 ص 23 هکذا: «فی القلب لمتان: جامع
السعادات ج1 180 فصل(أقسام الخواطر و منها الإلهام) ..... ص : 179 لمة
من الملک إیعاد بالخیر و تصدیق بالحق، فمن وجد ذلک فلیعلم أنه من اللّه
سبحانه و لیحمد اللّه. و لمة من العدو إیعاد بالشر و تکذیب بالحق و نهی عن
الخیر، فمن وجد ذلک فلیستعذ باللّه من الشیطان الرجیم»، ثم تلا قوله تعالی:
الشیطان یعدکم الفقر ... الآیة. و هذا الحدیث لم نعثر علیه من طرقنا، و کذا الحدیث الآتی: فی
نهایة ابن الأثیر: «فی حدیث ابن مسعود: لابن آدم لمتان: لمة من الملک و
لمة من الشیطان- اللمة الهمة و الخطرة تقع فی القلب، أراد إلمام الملک أو
الشیطان به و القرب منه».