responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 114

أو ما یلزمها، کما أن الجور کل الرذائل أو ما یوجبها، لأنها هیئة نفسانیة یقتدر بها علی تعدیل جمیع الصفات و الأفعال، و رد الزائد و الناقص إلی الوسط، و انکسار سورة التخالف بین القوی المتعادیة، بحیث یمتزج الکل و تتحقق بینها مناسبة و اتحاد تحدث فی النفس فضیلة واحدة تقتضی حصول فعل متوسط بین أفعالها المتخالفة، و ذلک کما تحصل من حصول الامتزاج و الوحدة بین الأشیاء المتخالفة صورة وحدانیة یصدر عنها فعل متوسط بین أفعالها المتخالفة، فجمیع الفضائل مترتبة علی العدالة، و لذا قال أ فلاطون الإلهی: (العدالة إذا حصلت للإنسان أشرق بها کل واحد من أجزاء نفسه و یستضی‌ء بعضها من بعض، فتنتهض النفس حینئذ لفعلها الخاص علی أفضل ما یکون، فیحصل لها غایة القرب إلی مبدعها سبحانه).
و من خواص العدالة و فضیلتها أنها أقرب الصفات إلی الوحدة، و شأنها إخراج الواحد من الکثرات، و التألیف بین المتباینات، و التسویة بین المختلفات، و رد الأشیاء من القلة و الکثرة و النقصان و الزیادة إلی التوسط الذی هو الوحدة، فتصیر المتخالفات فی هذه المرتبة متحدة نوع اتحاد، و فی غیرها توجد أطراف متخالفة متکاثرة، و لا ریب فی أن الوحدة أشرف من الکثرة، و کلما کان الشی‌ء أقرب إلیها یکون أفضل و أکمل و أبقی و أدوم و من تطرق البطلان و الفساد أبعد، فالمتخالفات إذا حصل بینها مناسبة و اتحاد و حصلت منها هیئة وحدانیة صارت أکمل مما کان، و لذا قیل: کمال کل صفة أن یقارب ضدها، و کمال کل شخص أن یتصف بالصفات المتقابلة بجعلها متناسبة متسالمة، و تأثیر الأشعار الموزونة و النغمات و الإیقاعات المتناسبة، و جذب الصور الجمیلة للنفوس، إنما هو لوحدة التناسب، و نسبة المساواة فی صناعة الموسیقی أو غیرها أشرف النسب لقربها إلی الوحدة
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست