نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 7 صفحه : 434
و العنایة بالوعظ و الإرشاد إلی أن توفی فی صفر سنة 1314 و دفن فی تربة الشیخ جاکیر خارج باب المقام.
1287- یحیی أفندی مفتی أنطاکیة المتوفی سنة 1314
الشیخ یحیی أفندی مفتی أنطاکیة، عالم زمانه و إمام أهل وقته و أوانه. ولد
سنة 1230 تقریبا، و منذ نشأ أقبل علی العبادة و الطلب، فبرع وفاق، و اشتهر
فی الآفاق، و تفنن فی العلوم، و برع فی فنّی المنطوق و المفهوم، و أقبل
الناس علیه، للاستفادة منه و النظر إلیه. و أخذ عن مشایخ ذوی رتب سامیة،
أسانیدهم فی الأخذ عالیة. و لما رأوا منه المعرفة التامة، أجازوه
بالإجازة العامة. ثم ولی منصب الإفتاء بأنطاکیة، و له بإقلیمها شهرة عالیة،
و له معرفة بالسیاسة قویة، و مهارة بالألسنة الثلاث العربیة و الترکیة و
الفارسیة. و نظره فی الأمور دقیق، مقصود فی الاستشارة لکل بعید أو قریب أو
عدو أو صدیق. و فی سنة ثلاثمائة و اثنتین بعد الألف جاء إلی حلب جمیل
باشا والیا علیها، و کان له شدة عظیمة علی أهل الرئاسة فی حلب و ما یتبعها
من بقیة الولایة، فاضطر المترجم أن یخرج من محله و أن یخرج من الولایة،
فرحل إلی دمشق و اتصل برؤوسها و ولاتها و أکابرها و ذواتها. و له محاضرة
عجیبة و حافظة غریبة، فکثیرا ما کان یستشهد تارة فی العربیة و تارة فی
الترکیة و تارة فی الفارسیة بأبیات لطیفة رقیقة ذات معان أنیقة. و له
حکایات و نوادر تشهد له أنه فی الأدب له المقام النادر، و معرفته فی
الشطرنج حظها وافر، فکان کثیرا ما یلعب به مع الحکام و الأکابر. و کانت لی
معه الصحبة الوافرة و المحبة المتکاثرة، و المباحثة و المذاکرة و المسامرة و
المحاضرة. و قد أخبرنی بأنه ولد فی الشام حین کان أبوه بها مستقیما، ثم
عاد به أبوه إلی وطنه المذکور. ثم إنه لا زال فی الشام یعلو مقامه و ینمو
احترامه، إلی أن وقع بینه و بین حسین فوزی باشا بعض منافرة، و کان قد عزل
جمیل باشا من حلب، فرجع إلی وطنه و ذلک سنة ألف و ثلاثمائة و خمس أطال
اللّه بقاه. ا ه. (حلیة البشر للبیطار). أقول: کانت وفاته کما کتب لنا من أنطاکیة أول لیلة من رمضان سنة 1314 عن اثنین
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 7 صفحه : 434