responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب    جلد : 3  صفحه : 363

و غمرت الأراضی المنخفضة الواقعة علی جانب الفرات، و یحتمل أن تکون تشکلت من المواد الرقیقة المنجرة بواسطة السیول و المترسبة أیضا فی المحلات المنحطة و المنخفضة، فأکثر الأراضی الرملیة التی تکون قد دخل فی ترکیبها مواد من الجص، إذا جفت تکسب مقاومة عنیفة و تقاوم سکک الحراثة بحیث یصعب شقها و فلاحتها، و من هذه الأسباب تکون هذه الأراضی مساعدة لغرس بذور الجراد الذی لم ینقطع دابره.
إن السهول فی هذا المحیط لا تنحصر فی لواء دیر الزور فقط بل تمتد شمالا إلی ماردین و شرقا للموصل و بغداد و قبلة لبحر عمان و الحجاز و غربا للشام و حلب، فعلیه یحتمل أن تکون هذه البادیة الجسمیة إما بحالة بحر و إما مرتعا لمیاه الدجلة و الفرات، فالاحتمال الأخیر هو الأصح نظرا لما یصادفه المدققون من الأحجار المدورة و المختلفة الأجناس المخلوطة بالرمال فی أی نقطة کانت من هذه السهول. فلا شک أن هذه الحجارة تدل أنها نقلت بواسطة میاه الدجلة و الفرات من مسافات بعیدة، و لا یبعد أن هذه الأراضی کانت معتدلة تماما، ففی أکثر السنین باختلاط دجلة و الفرات ترکت الأحجار و الجص التی أتت بها هذه الأنهار من منابعها و طریقها.
و بما أن الولایات العثمانیة الشمالیة مثل دیار بکر و بتلیس هی أراض و لقانیة فالزلازل التی کانت تحصل بتلک الأنحاء أثرت فی هذا اللواء فحدثت الارتفاعات و الانحطاطات، و لذلک ثبت نهر الدجلة و الفرات فی المواقع التی نشاهدها الیوم.

حرارة المحیط:

إن لواء دیر الزور یعد من المناطق الحارة، و حیث إن اللواء خال من الجبال و العوارض فالإقلیم و حرارة المحیط مساویة لبعضها فی کل مکان. فلعدم وجود قیود زراعیة فی دائرة الزراعة لفقدانها لم نتمکن من الوقوف علیها لنطلع علی جداول الترصدات الهوائیة، و لکن الذی بقی فی حافظتی أن الدرجة الوسطیة ما بین 14- 15 سانتیغراد أی مجموع الحرارة العمومیة فی السنة 5000 درجة.
إن هذه الدرجة مساعدة لنمو جمیع النباتات و الأشجار و الحبوب علی أن تکون بواسطة الری و الإسقاء، حیث کما ذکرنا آنفا إن طبیعة الأراضی الرملیة لشدة وجود الحرارة لم یمکن تطبیق زراعة العذی بها لا صیفا و لا شتاء سوی فی القسم الشمالی المحادد إلی نصیبین فهو قابل لزراعة الحنطة و الشعیر علی الأمطار أی عذی، و أما خلاف ذلک فجمیعه بواسطة الإسقاء.

نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب    جلد : 3  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست