سنة 1271

کان الوالی فیها سلیمان رحمی باشا.
ترجمة لائحة رفعها إسماعیل رحمی باشا للآستانة تبین حالة المعارف وقتئذ:
قال: غنی عن البیان أن حلب من بلاد الدولة العثمانیة و معدودة من البلاد المعتبرة العظیمة و لسان أهالیها هو اللسان العربی الذی هو أحلی الألسن و ألذها. و مع أن هذا اللسان هو اللسان الأصلی لهم فإنهم لا یأبهون به، و فی حال حداثتهم لا یرغبون فی تعلم الفنون النحویة و الصرفیة التی هی أساس العلوم الأخری و یقنعون بتعلم و قراءة القرآن العظیم فی الکتاتیب. و کثیر منهم لا یحصلون القواعد العربیة کما یجب حتی إن بعض الأطفال یترکون القراءة و الکتابة بتاتا و یظلون فی ظلمات الجهل. و ما یتکلمونه أکثره لا یعلم من کثرة الغلط. و هذا الحال لا تلیق بالأهالی مع ما فیهم من الاستعداد الفطری و الفطنة و الذکاء، و مع کون بعض الطلاب یجتهدون فی تحصیل العلوم فی المدارس فإنه یقتضی تحری وسیلة حسنة لتدریس العلوم العقلیة و النقلیة فی الوقت المناسب لها. و هنا طلب الوالی المذکور تأسیس مکتب رشدی و أن یعین لمعلمه کل سنة ثمانیة عشر ألفا من القروش.