نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 344
و
العشرین من حزیران، فنزل علی شاطیء نهر بقرب معسکر الأتراک، و لما استقر
به المکان أصدر أوامره إلی قواد العساکر أن یکونوا عند الصباح مستعدین
للحرب، ثم استدعی رجلا یعتمد علیه یقال له سلیمان فأمره أن یسیر إلی جیش
الأتراک و یتجسس أحوالهم و ینظر بعین فراسته أمورهم و أوامرهم، فسار هذا
حتی وصل إلی مضاربهم ثم قصد الصیوان الکبیر الذی برسم الوزیر، و بعد أن
اختبر الأحوال رجع و أخبره بما شاهد، و مما قاله له: إنی رأیت حافظ باشا فی
الصیوان و هو جالس علی الدیوان کانه ملک أو سلطان و من حوله القواد و
الأعیان و فی یده ماسورة من الیاسمین علیها طقم من الکهرباء الفاخر مرصع
بنفیس الجواهر، و بینما أنا أراقب أحوالهم إذ أحضرت الخدام مائدة الطعام
فکانت عدة أنواع فاخرة أکثرها من لحوم الدجاج و الضان و الحلویات المختلفة
الألوان، ثم قال له: یا سلیمان أما وجدت بینهم وزیرا أو قائدا کبیرا یفترش
الأرض سریرا و ینام تحت ظل الشمس و القمر و یسند رأسه إلی حجر و لا یبالی
بالمشقة و الخطر و لا بأنواع الطعام المفتخر؟ فقال له: و حق الواحد الأحد
إنی ما وجدت أحدا علی هذه الصفة و ما هم إلا کالعرائس یتقلبون فی صدور
المجالس فی أفخر الحلل و الملابس، علی صدورهم النیاشین المرصعة و بین
أیدیهم الأطعمة المتنوعة، فلما زاد کلامه زاد ضحکه و ابتسامه و قال له: إذا
کانوا علی ما تقول فسوف نبلغ منهم المأمول (إلی أن قال): و فی الیوم
الثانی اشتعلت نیران الحرب و دام القتال نحو ثمانی ساعات و نصف کانت عساکر
الأتراک قد کلت فتأخرت إلی الوراء طالبة مرعش بعد أن قتل منها نحو ستة
آلاف، و أسر حافظ باشا قائد تلک الحملة و استحوذ المصریون علی أثقالها و
ذخائرها، و رجع إبراهیم باشا ظافرا منصورا، و انتهی إلی الآستانة خبر هذا
الانکسار بعد ثمانیة أیام من وفاة السلطان محمود و جلوس ولده السلطان عبد
المجید.
سنة 1256 خروج إبراهیم باشا من البلاد السوریة
اشارة
قال فی المناقب: بعد أن انتصر إبراهیم باشا فی حرب نزّب حذرت الدول
الإفرنجیة أن یفتتح القسطنطینیة و یجلس علی تخت السلطنة العثمانیة، فاتحدت
الدولة الإنکلیزیة مع الدولة الروسیة و النمساویة و البروسیانیة علی إخراجه
من هذه الدیار و عقدوا اجتماعا فی لندن
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 344