قال ابن إیاس: لما جاء السلطان سلیم إلی حلب سلمه أهلها المدینة من غیر نزاع، و هرب قانصوه الأشرفی نائب القلعة و توجه إلی الشام مع العسکر و ترک أبواب قلعة حلب مفتحة، فلما بلغ السلطان سلیما ذلک أرسل إلیها شخصا من جماعته أعرج أجرود و فی یده دبوس خشب، فطلع إلی قلعة حلب فلم یجد بها مانعا یرده فختم علی الحواصل التی بها و احتوی علی ما فیها من مال و سلاح و تحف و غیر ذلک، و قد فعل ابن عثمان ذلک لیقال إنه أخذ قلعة حلب بشخص أعرج و فی یده دبوس خشب و هو أضعف من فی عسکره.
و أشیع أن السلطان سلیما من حین استولی علی مدینة حلب لم یدخلها غیر ثلاث مرات، المرة الأولی دخلها و طلع إلی القلعة بسبب عرض حواصلها، فلما عرضت علیه رأی ما أدهشه من مال و سلاح و تحف، و کان فیها من المال نحو مائة ألف ألف دینار (هکذا) و رأی من الکنابیش الزرکش و الرقاب الزرکش و الطبر و السروج الذهب و البلور و طبول البازات و اللجم المرصعة و الفصوص المثمنة و البرکستوانات الفولاذ الملون و السیوف المسقطة بالذهب و الزردیات و الخوذ الفاخرة و غیر ذلک من السلاح ما لم یره قط و لا أحد من ملوک الروم، لأن الذی جمعه الغوری من الأموال من وجوه الظلم و الجور و التحف التی أخرجها من ذخائر الملوک السالفة من عهد ملوک الترک الجراکسة احتوی علیه جمیعه السلطان سلیم شاه بن عثمان من غیر تعب و لا مشقة، هذا خارج عما کان للأمراء المقدمین و الأمراء الطبلخانات و العشراوات و المباشرین و العسکر قاطبة من الودائع بحلب من مال و سلاح و قماش و برک و غیر ذلک، فاحتوی ابن عثمان علی ذلک جمیعه، و قیل إنه ملک ثلاث عشرة قلعة من بلاد السلطان و احتوی علی ما