نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 139
منع أهالی حلب للجراکسة المنهزمین من دخول حلب
قال المحلی: و أما ما کان من الجراکسة فإنه لما وقعت علیهم الکسرة نهب
بعضهم بعضا و صار کل إنسان منهم یأخذ ما قدر علیه و کل من کان له عدو و قدر
علیه قتله، و لکل شیء آفة من جنسه، ثم ذهب غالب العسکر قاصدین إلی حلب
فمنعهم أهل حلب لشدة ما قاسوا منهم حین مجیئهم مع الغوری فتشتت شملهم و
ذهبت حمیتهم و انکسرت شوکتهم بعد تلک القوة و المنعة العظیمة و البأس
الشدید. و کان سبب سعادة أهل حلب من هذه الوقعة فإنهم کانوا أودع عندهم
الجراکسة جمیع أموالهم و خرجوا علی جرائد الخیل فطمعت فیهم أهل حلب و صدوهم
عن الدخول لأجل ذلک.
سبب آخر لمنعهم:
قال ابن إیاس: و أما ما کان من الأمراء العسکر بعد الکسرة فإنهم توجهوا
إلی حلب و أرادوا دخولها فوثب علیهم أهالی حلب قاطبة و قتلوا جماعة من
العسکر و نهبوا سلاحهم و خیولهم و برقهم و وضعوا أیدیهم علی ودائعهم التی
کانت بحلب و جری علیهم من أهل حلب ما لم یجر علیهم من عسکر ابن عثمان. و
کان أهل حلب بینهم و بین الممالیک السلطانیة حظ نفسی من حین توجهوا قبل
خروج السلطان من القاهرة إلی حلب صحبة قانی بک أمیر أخور کبیر، فنزلوا فی
بیوت أهل حلب غصبا و اعتدوا علی بعض النساء و الأولاد و حصل منهم غایة
الضرر و الأذیة لأهل حلب، فما صدق أهل حلب أن وقعت لهم هذه الکسرة فأخذوا
بثأرهم منهم، فلما رأی الأمراء و بقیة العسکر ذلک خرجوا من حلب حمیة و
توجهوا إلی دمشق و دخلوها و هم فی أفحش حال لا برک و لا قماش و لا خیول، و
دخل غالب العسکر إلی الشام و بعضهم راکب علی حمار و بعضهم راکب علی جمل و
بعضهم عریان و علیه عباءة أو بشت، و لم یقع لعسکر مصر مثل هذه الکائنة،
فأقام الأمراء و المباشرون و العسکر فی الشام حتی تتکامل البقیة و یظهر
السالم من العاطب.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 139