نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 264
ما
فیها من البضایع و الفتک بأربابها، فخرج من القاهرة نحو الشام و صحبته
العساکر المنصورة و ترک نائبا عنه الأمیر شمس الدین آق سنقر الفارقانی،
فوصل إلی دمشق و حلب، ثم توجه و لم یشعر أحد أین یتوجه فنزل بقرب (سرمین) و
رتب العساکر و طلب من کل جندی قربة و حبلا برسم الکلک (هکذا) و فرقهم علی
الأمراء، ثم رحل و نزل حارم مخفا، ثم رحل و خاض النهر الأسود و نزل تحت درب
ساک و جعل کل ألف فارس إلی مقدم و أمرهم بدخول سیس، فکان أول من دخلها
الأمیر بیلیک الخزندار نائب المملکة و معه جماعة من الأمراء، فوصل إلی
إسکندرونة فقتل و سبی، و قصد المصیصة فباکرها فوجد الأرمن یریدون أن یحرقوا
الجسر الذی هو علی نهر جیحان فعاجلهم و قد أخذت النار فیه فأطفأها و عبر و
مکن سیفه فیمن لقی من الأرمن و لم یبق إلا النساء و الأطفال، ثم ردفه
مولانا بمن بقی معه من العساکر، فلما عبر الجسر قطعه ثم رحل و قصد سیس،
فوجد لیفون و قد خرج منها هاربا، فسار خلفه لیدرکه ففاته، فعاد إلی سیس
فحاصر قلعتها فامتنعت علیه فأحرق البلد و عفاها و طمس معالمها و أخفاها و
بث عساکره فی أعمالها و أمرهم بإحراق ضیاعها و مزارعها، إلی أن وصلوا إلی
ساحل البحر فنهبوا من کان بأیاس من التجار، ثم عاد السلطان و رحل و نزل علی
قلعة تسمی سن الفار فحاصرها أیاما، ثم رحل بسبب أن العلوفات و الأقوات
قلت، و کان قد استأمن السلطان عند توغله فی بلاد سیس عشرون ألف بیت من
الترکمان و خلق کثیر من العرب کانوا قد رکبوا إلی هیثوم لما استولت التتر
علی بلاد حلب، فأمّر جماعة منهم و أقطعهم الأخباز و أخذ منهم العداد. فلله
عزمات أضرمت فی صدر الأعداء نارا و أکسبتهم بالفرار عارا و شنارا و أخلتهم
عن دیار أهدت إلیهم درها کبارا و غذتهم بدرها صغارا و أمکنت منهم سیوفا
ألبستهم علی مدی الأیام ذلا و صغارا. و جرت علی عزمات من تقدم من الملوک
ذیل الفخر باغتنام الأجر، و طلعت فی السیر طلوع الفجر، فإنها أزاحت علة
الخوف من الأرمن بفتکاتها المبیدة و أرحت من جاوز بلادهم من حرب یحتاج فیه
إلی ختل و مکیدة، و أصارت صیاصیها موطوءة بالحوافر، محبوة بالتطهیر ممن کان
یستوطنها من الکوافر اه.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 264