نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 248
بعده
بسنة الحاکم الذی کان بویع بحلب فی حیاته و هو الحاکم بأمر اللّه أبو
العباس أحمد بن أبی علی الحسن القبّی ابن علی بن أبی بکر بن الخلیفة
المسترشد باللّه بن المستظهر باللّه، کان اختفی وقت أخذ بغداد و نجا، ثم
خرج منها و فی صحبته جماعة فقصد حسین بن فلاح أمیر بنی خفاجة فأقام عنده
مدة، ثم توصل مع العرب إلی دمشق و أقام عند الأمیر عیسی بن مهنا مدة، فطالع
به الناصر صاحب دمشق فأرسل یطلبه فبغته مجیء التتار، فلما جاء الملک
المظفر دمشق سیّر فی طلبه الأمیر قلج البغدادی فاجتمع به و بایعه بالخلافة و
توجه فی خدمته جماعة من أمراء العرب فافتتح الحاکم عانة بهم و الحدیثة و
هیت و الأنبار، و صافّ التتار و انتصر علیهم، ثم کاتبه علاء الدین طیبرس
نائب دمشق یومئذ و الملک الظاهر یستدعیه، فقدم دمشق فی صفر فبعثه إلی
السلطان، و کان المستنصر باللّه قد سبقه بثلاثة أیام إلی القاهرة، فما رأی
أن یدخل إلیها خوفا من أن یمسک، فرجع إلی حلب فبایعه صاحبها و رؤساؤها منهم
عبد الحلیم بن تیمیة و جمع خلقا کثیرا و قصد عانة، فلما رجع المستنصر
وافاه بعانة فانقاد الحاکم له و دخل تحت طاعته، فلما عدم المستنصر فی
الوقعة المذکورة فی ترجمته قصد الحاکم الرحبة و جاء إلی عیسی بن مهنا فکاتب
الملک الظاهر بیبرس فیه فطلبه فقدم إلی القاهرة و معه ولده و جماعة،
فأکرمه الملک الظاهر و بایعوه بالخلافة و امتدت أیامه، و کانت خلافته نیفا و
أربعین سنة، و أنزله الملک الظاهر بالبرج الکبیر بالقلعة و خطب بجامع
القلعة مرات. قال الشیخ قطب الدین: فی یوم الخمیس ثامن المحرم سنة إحدی و
ستین جلس السلطان مجلسا عاما و حضر الحاکم بأمر اللّه راکبا إلی الإیوان
بقلعة الجبل و جلس مع السلطان و ذلک بعد ثبوت نسبه، فأقبل علیه السلطان و
بایعه بإمرة المؤمنین، ثم أقبل هو علی السلطان و قلده الأمور، ثم بایعه
الناس علی طبقاتهم، فلما کان من الغد یوم الجمعة خطب خطبة ذکر فیها الجهاد و
الإمامة و تعرض إلی ما جری من هتک حرمة الخلافة، ثم قال: و هذا السلطان
الملک الظاهر قد قام بنصرة الإمامة عند قلة الأنصار و شرد جیوش الکفر بعد
أن جاسوا خلال الدیار. و أول الخطبة: الحمد للّه الذی أقام لآل العباس رکنا
و ظهیرا. ثم کتب بدعوته إلی الآفاق اه.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 248