نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 403
مساعدته
بذولا کثیرة و قال: إننی أکون ههنا نائبا عنکم و مطیعا لکم، فساروا معه
إلیها و حصروها و قاتلوا قتالا شدیدا و وطنوا نفوسهم علی المقام الطویل و
أنهم لا یفارقونها حتی یملکوها و بنوا البیوت لأجل البرد و الحر. فلما رأی
أهلها ذلک ضعفت نفوسهم و خافوا الهلاک و ظهر لهم من صاحبهم تمرتاش الوهن و
العجز و قلت الأقوات عندهم، فلما رأوا ما دفعوا إلیه من هذه الأسباب أعملوا
الرأی فی طریق یتخلصون به فرأوا أنه لیس لهم غیر البرسقی صاحب الموصل،
فأرسلوا إلیه یستنجدونه و یسألونه المجیء إلیهم لیسلموا البلد إلیه، فجمع
عساکره و قصدهم و أرسل إلی من فی البلد و هو فی الطریق یقول: إننی لا أقدر
علی الوصول إلیکم و الفرنج یقاتلونکم إلا إذا سلمتم القلعة إلی نوابی و صار
أصحابی فیها، فأننی لا أدری ما یقدره اللّه تعالی إذا أنا لقیت الفرنج،
فإذا انهزمنا منهم و لیست حلب بید أصحابی حتی أحتمی أنا و عسکری بها لم یبق
منا أحد و حینئذ تؤخذ حلب و غیرها، فأجابوه إلی ذلک و سلموا القلعة إلی
نوابه. فلما استقروا فیها و استولوا علیها سار فی العسکر التی معه، فلما
أشرف علیها رحل الفرنج عنها و هو یراهم، فأراد من فی مقدمة عسکره أن یحمل
علیهم فمنعهم هو بنفسه و قال: قد کفینا شرهم و حفظنا بلدنا منهم و المصلحة
ترکهم حتی یتقرر أمر حلب و تصلح حالها و تکثر ذخائرها ثم حینئذ نقصدهم و
نقاتلهم. فلما رحل الفرنج خرج أهل حلب و لقوه و فرحوا به و أقام عندهم حتی
أصلح الأمور و قررها.
سنة 519 و 520 ذکر فتح البرسقی کفر طاب و انهزامه من الفرنج و تولیة البرسقی بابک ثم کافورا الخادم ثم ولده مسعودا علی حلب
اشارة
قال ابن العدیم: فی سنة تسع عشرة و خمسمائة فی أواخر المحرم رحل البرسقی
إلی تل السلطان و منها إلی شیزر، ثم أقام بأرض حماة أیاما حتی وصل إلیه
أتابک طغتکین، فرحل فی عسکره التی لا تحد کثرة و نزل کفر طاب، فسلمت إلیه
یوم الجمعة ثالث شهر ربیع الآخر و سلمها إلی صمصام الدین خیر خان بن قراجا،
و کان قد وصل إلیه من حمص و التقاه بتل السلطان، و سار إلی عزاز و قاتلها،
و نقبت قلعتها فقصدهم الفرنج فالتقوا
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 403