نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 402
و
لما قرب من حلب رحل دبیس ناشرا أعلامه البیض إلی الفرنج عند قربه من حلب، و
تحولوا إلی جبل جوشن کلهم، و خرج الحلبیون إلی خیامهم فنهبوها و نالوا
منها ما أرادوا. و خرج أهل حلب و التقوا قسیم الدولة عند وصوله و سار
نحو الفرنج فانهزموا بین یدیه من جبل جوشن و هو یسیر وراءهم علی مهل حتی
أبعدوا عن البلد، فأرسل الشالیشیة و أمرهم أن یردوا العسکر، فجعل القاضی
ابن الخشاب یقول له: یا مولانا لو ساق العسکر خلفهم أخذناهم فإنهم منهزمون و
العساکر محیطة بهم، فقال له: یا قاضی تعلم أن فی بلدکم ما یقوم بکم و
بعسکری لو قدر علینا و العیاذ باللّه کسرة، فقال: لا فقال: ما یؤمننا أن
یرجعوا علینا و یکسرونا و یهلک المسلمون، و لکن قد کفی اللّه شرهم و ندخل
إلی البلد و نقویه و ننظر فی مصالحه و نجمع لهم إن شاء اللّه و نخرج إلیهم
بعد ذلک. و رجع و دخل البلد و تسلم قلعتها و نظر فی مصالح البلد و قوّاه
و أزال الظلم و المکوس و عدل فیهم عدلا شاملا و أحسن إلیهم إحسانا کاملا. و
کتب لأهل حلب توقیعا بإطلاق المظالم و المکوس نسخته موجودة بعد ما کان
الحلبیون منوا به من الظلم و المصادرة من عبد الکریم والی القلعة و عمر
الخاص والی البلد و تسلیطهما الجند و الأتراک علی مصادرة الناس بحیث إنهم
استصفوا أموال جماعة من الأکابر و الصدور و غیرهم فی حالة الحصار. و أما الفرنج فإنهم توجهوا إلی الأثارب و دخلوا أنطاکیة. و
شرع الناس فی الزرع ببلد حلب فی الثانی عشر من شباط و جعلوا یبلون الغلة
بالماء و یزرعونها فنبتت و تدارکت علیها الأمطار فأخصبت و جاءت الغلة من
أجود الغلال و أزکاها.
زیادة بیان لأسباب استیلاء آقسنقر البرسقی علی حلب
قال ابن الأثیر: فی هذه السنة فی ذی الحجة ملک آقسنقر البرسقی مدینة حلب
و قلعتها، و سبب ذلک أن الفرنج لما ملکوا مدینة صور علی ما ذکرنا طمعوا و
قویت نفوسهم و تیقنوا الاستیلاء علی بلاد الشام و استکثروا من الجمع، ثم
وصل إلیهم دبیس بن صدقة صاحب الحلة [من أعمال بغداد] فأطمعهم طمعا ثانیا لا
سیما فی حلب و قال لهم: إن أهلها شیعة و هم یمیلون إلی لأجل المذهب، فمتی
رأونی سلموا البلد إلیّ، و بذل لهم علی
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 402