نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 372
حلب
و شمس الخواص إلی حلب فقبض علیه لؤلؤ و اعتقله، فعادت عساکر السلطان حینئذ
عن حصن الأکراد و ساروا إلی کفر طاب و حصروا حصنا کان الفرنج عمروه
بجامعها و أحکموه فأخذوه و قتلوا من فیه إلی معرة النعمان، و أمن الترک و
انتشروا فی أعمال المعرة و اشتغلوا بالشرب و النهب و وقع التحاسد فیما
بینهم، و وصل رسول من جهة شمس الخواص یستدعیهم لتسلیم بزاعة و یقول: إن شمس
الخواص مقبوض علیه عند لؤلؤ الخادم و لؤلؤ یکشف أخبار العساکر و یطالع بها
الفرنج، و رحل برسق و جامدار صاحب الرحبة نحو دانیث یطلبون حلب فنزل
جامدار فی بعض الضیاع و وصل برسق بالعسکر إلی دانیث بکرة الثلثاء العشرین
من شهر ربیع الآخر و الفرنج یعرفون أخبارهم ساعة فساعة، فوصلهم الفرنج و
قصدوا العسکر من ناحیة جبل السماق و العسکر علی الحال التی ذکرناها من
الانتشار و التفرق فلم یکن لهم بالفرنج طاقة، فانهزموا من دانیث إلی تل
السلطان و استتر قوم فی الضیاع من العسکر، فنهبهم الفلاحون و أطلقوهم و غنم
أهل الضیاع مما طرحوه وقت هزیمتهم ما یفوت الإحصاء و أخذ الفرنج من هذا ما
یفوت الوصف و غنموا من الکراع و السلاح و الخیام و الدواب و أصناف الآلات و
الأمتعة ما لا یحصی، و لم یقتل مقدم و لا مذکور و قتل من المسلمین نحو
خمسمائة و أسر نحوها، و اجتمع العسکر علی تل السلطان و رحلوا إلی النقرة
مخذولین مختلفین و نزلوا النقرة، و کان أونبا قد طلع بأصحابه إلی حصن بزاعة
و کان قد تقدم العساکر إلیها، فلما بلغهم ذلک نزلوا و وصلوا إلی العسکر و
توجهت العساکر إلی السلطان و إلی بلادهم و وصل طغتکین من دمشق فتسلم رفنیة
ممن کان بها، و أطلق لؤلؤ شمس الخواص من الاعتقال و سلم إلیه ما کان أقطعه
من بزاعة و غیرها فوصل إلی طغتکین فرد علیه رفنیة و عاد إلی دمشق و استصحبه
معه.
زیادة بیان لهذه الحوادث:
ذکر ابن الأثیر فی حوادث سنة 508 أنه حصلت وحشة بین السلطان محمد و بین
آمیریه آقسنقر البرسقی و طغتکین صاحب دمشق أدت إلی اتفاقهما مع صاحب
أنطاکیة الفرنجی، و لما اتصل ذلک بمسامع السلطان محمد جهز فی سنة 508 عسکرا
کثیرا و جعل مقدمهم الأمیر برسق بن برسق صاحب همذان و معه الأمیر جیوش بک و
الأمیر کنتغدی و عساکر الموصل و الجزیرة و أمرهم بالبداءة بقتل إیلغازی و
طغتکین، فإذا فرغوا منهما قصدوا
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 372