نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 360
ففتحه
و فعل بأهله مثل الأثارب، فلما سمع أهل منبج بذلک فارقوها خوفا من الفرنج و
کذلک أهل بالس، و قصد الفرنج البلدین فرأوهما و لیس بهما أنیس فعادوا
عنهما، و سار عسکر من الفرنج إلی مدینة صیدا فطلب أهلها منهم الأمان
فأمنوهم و تسلموا البلد، فعظم خوف المسلمین منهم و بلغت القلوب الحناجر و
أیقنوا باستیلاء الفرنج علی سائر الشام لعدم الحامی له و المانع عنه، فشرع
أصحاب البلاد الإسلامیة بالشام فی الهدنة معهم، فامتنع الفرنج من الإجابة
إلا علی قطیعة یأخذونها إلی مدة یسیرة، فصالحهم الملک رضوان صاحب حلب علی
اثنین و ثلاثین ألف دینار و غیرها من الخیول و الثیاب، و صالحهم صاحب صور
علی سبعة آلاف دینار، و صالحهم ابن منقذ صاحب شیزر علی أربعة آلاف دینار، و
صالحهم علی الکردی صاحب حماة علی ألفی دینار، و کانت مدة الهدنة إلی وقت
إدراک الغلة و حصادها. ثم إن مراکب أقلعت من دیار مصر فیها التجار و معهم
الأمتعة الکثیرة فوقع علیها مراکب الفرنج فأخذوها و غنموا ما مع التجار و
أسروهم، فسار جماعة من أهل حلب إلی بغداد مستنفرین علی الفرنج، فلما وردوا
بغداد اجتمع معهم خلق کثیر من الفقهاء و غیرهم فقصدوا جامع السلطان و
استغاثوا و منعوا من الصلاة و کسروا المنبر، فوعدهم السلطان إنفاذ العساکر
للجهاد و سیر من دار الخلافة منبرا إلی جامع السلطان، فلما کان الجمعة
الثانیة قصدوا جامع القصر بدار الخلافة و معهم أهل بغداد فمنعهم صاحب الباب
من الدخول فغلبوه علی ذلک و دخلوا الجامع و کسروا شباک المقصورة و هجموا
إلی المنبر فکسروه و بطلت الجمعة أیضا، فأرسل الخلیفة إلی السلطان فی
المعنی یأمره بالاهتمام بهذا الفتق و رتقه، فتقدم حینئذ إلی من معه من
الأمراء بالمسیر و سیر ولده الملک مسعودا مع الأمیر مودود صاحب الموصل و
تقدموا إلی الموصل لیلحق بهم الأمراء و یسیرون إلی قتال الفرنج، و انقضت
السنة و ساروا فی سنة خمس و خمسمائة. و فیها ورد رسول ملک الروم
(السلجوقی) إلی السلطان یستنفره علی الفرنج و یحثه علی قتالهم و دفعهم عن
البلاد، و کان وصوله قبل وصول أهل حلب یقولون للسلطان: أما تتقی اللّه
تعالی أن یکون ملک الروم أکثر حمیة منک للإسلام حتی قد أرسل إلیک فی
جهادهم.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 360