نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 359
أنطاکیة
فقتلت منهم خلقا کثیرا و لم یبق غیر هزیمة صاحب أنطاکیة، فحینئذ عمد أصحاب
جاولی إلی جنائب القمص و جوسلین و غیرهما من الفرنج فرکبوها و انهزموا،
فمضی جاولی وراءهم فلم یرجعوا، و کانت طاعته قد زالت عنهم حین أخذت الموصل
منه، فلما رأی أنهم لا یعودون معه أهمه نفسه و خاف من المقام فانهزم باقی
عسکره، فأما الإصبهبذ صباوو فسار نحو الشام و أما بدران بن صدقة فسار إلی
قلعة جعبر، و أما ابن جکرمش فقصد جزیرة ابن عمر، و أما جاولی فقصد الرحبة، و
قتل من المسلمین خلق کثیر و نهب صاحب أنطاکیة أموالهم و أثقالهم و عظم
البلاء علیهم من الفرنج، و هرب القمص و جوسلین إلی تل باشر و التجأ إلیهما
خلق کثیر من المسلمین ففعلا معهم الجمیل و داویا الجرحی و کسوا العراة و
سیراهم إلی بلادهم. و فیها فی فصح النصاری ثار جماعة من الباطنیة فی حصن
شیزر علی حین غفلة من أهله فی مائة رجل فملکوه و أخرجوا من کان فیه و
أغلقوا بابه و صعدوا إلی القلعة فملکوها، و کان أصحابها بنو منقذ قد نزلوا
منها لمشاهدة عید النصاری، و کانوا قد أحسنوا إلی هؤلاء الذین أفسدوا کل
الإحسان، فبادر أهل المدینة الباشورة فأصعدهم النساء فی الحبال من الطاقات و
صاروا معهم و أدرکهم الأمراء بنو منقذ أصحاب الحصن فصعدوا إلیهم فکبروا
علیهم و قاتلوهم فانخذل الباطنیة و أخذهم السیف من کل جانب فلم یفلت منهم
أحد و قتل من کان علی رأیهم فی البلد اه.
سنة 504 ذکر ملک الفرنج حصن الأثارب
قال ابن الأثیر: فی هذه السنة جمع صاحب أنطاکیة عساکره من الفرنج و حشد
الفارس و الراجل و سار نحو حصن الأثارب و هو بالقرب من مدینة حلب بینهما
ثلاثة فراسخ و حصره و منع عنه المیرة، فضاق الأمر علی من به من المسلمین
فنقبوا من القلعة نقبا قصدوا أن یخرجوا منه إلی خیمة صاحب أنطاکیة فیقتلوه،
فلما فعلوا ذلک و قربوا من خیمته استأمن إلیه صبی أرمنی فعرفه الحال
فاحتاط الباقین، ثم سار إلی حصن زردنا فحصره
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 359