دولة بنی حمدان‌

اشارة

قال فی زبدة الحلب: قد کان سیف الدولة طلب من أخیه ولایة، فقال له أخوه ناصر الدولة: الشام أمامک و ما فیه أحد یمنعک عنه، و عرف سیف الدولة اختلاف الکلابیین و ضعف أبی الفتح عن مقاومته، فسار إلی حلب، فلما وصل إلی الفرات خرج أخوة أبی الفتح عثمان بن سعید بأجمعهم للقاء سیف الدولة، فرأی أبو الفتح أنه مغلوب إن جلس عنهم و علم حسدهم له، فخرج معهم، فلما قطع سیف الدولة الفرات أکرم أبا الفتح دون أخوته و أرکبه معه فی العمادیة، و جعل سیف الدولة یسأله عن کل قریة یجتاز بها ما اسمها فیقول أبو الفتح: هذه الفلانیة، حتی عبروا بقریة یقال لها أبرم و هی قریة قریبة من الغابا فقال له سیف الدولة: ما اسم هذه القریة؟ فقال أبو الفتح: أبرم، فظن سیف الدولة انه أبرمه بالسؤال فقال له: أبرم من الإبرام، فسکت سیف الدولة عن سؤاله، فلما عبروا بقری کثیرة و لم یسأله عنها علم أبو الفتح بسکوت سیف الدولة فقال له أبو الفتح: یا سیدی یا سیف الدولة و حق رأسک إن القریة التی عبرناها اسمها أبرم، و اسأل عنها غیری، فتعجب سیف الدولة من ذکائه، فلما وصل إلی حلب أجلسه معه علی السریر، و دخل سیف الدولة حلب یوم الاثنین لثمان خلون من شهر ربیع الأول من سنة ثلاث و ثلاثین و ثلاثمائة، و کان القاضی بها أحمد بن محمد بن ماثل، فعزله و ولی أبا حصین