إذا تخطأت
هذه العقبات الّتي بمنزلة العتبات و وصلت الى حضرة السّرادقات فاقصد دخول الحضرة
قصدا خالصا له سبحانه بالخروج عن حالة كنت فيها مع اللّه الى حالة فوقها، إذ في
الحقيقة ليس ثمّ شيء خارج عن الحق لا يتجلى فيه، فالعباد المكرّمون يقصدون حالا
مخصوصا معه سبحانه ليس له سابقا لهم [2]، و آخرون يرون أنفسهم بعداء [3] عنه تعالى
بحسب مرتبتهم أو رؤية الغير في حضوره فهؤلاء قصدهم القربة و التخلّص عن البعد و
الفرقة.
ثم اشرع في
فتح الأبواب بالتكبير على فناء الأسباب، و ليكن ذلك حيث ترى نفسك أو شيئا آخر، إذ
التكبير لا يعقل الّا بوجود الغير أو تقدير وجوده و حيث تخرق بهذه التكبيرات الحجب
السّبعة الّتي هي ملكوت السّماوات و باطنها رافعا يديك بكلّ تكبيرة لخرق حجاب
مستور و رفع ستر [5] من الستور حاكما عليها بالفناء و الدّثور، ففي الخبر: قال
السّائل: «اللّه أكبر من كلّ شيء»
[1] .
ما قاله الشارح في هذا الفصل اقتباس من كلام ابن العربي في الفتوحات (ج 1، ص 411-
410) و كأنه شرح له.