الأحاديث على مواجيده التي يقول فيها غير مرّة انّها من فيض الله و إلهامه و تأييده. تعرّض فيه لكلمات كثير من المتقدمين و المتأخرين كما يتمسّك بالآيات و الأحاديث. و من معضلات كتابه انّه لم ينقل الأحاديث في موارد كثيرة بلفظها بل بمعناها مع ان ظاهر العبارة انه ذكرها بلفظها. مشربه في الحكمة مشرب المولى رجبعلي التبريزي و في شرح الأحاديث و التأويل و إن يتّبع الفيض الكاشاني الّا انّ له مشربا خاصّا. و ممّا اعتنى به في هذا الكتاب بحث الصفات و قد بذل جهده في ردّ القول بعينية الصفات مع الذات أو زيادتها عليها مستشهدا بالأحاديث.

و ممّا اعتنى به أسرار العبادات و اتّبع في هذا الباب محيي الدين العربي في الفتوحات المكيّة و اقتبس منه كثيرا، مع هذا باستشهاده بالأحاديث عن الأئمة المعصومين و تعمّله الروحي في التأويل و إلمامه بموضوع أسرار العبادات، يمتاز عن كلّ من ورد هذا المورد الدقيق من المتقدّمين و المتأخرين.

و مما سعى في حلّه و شرحه مسألة معراج النبي متمسّكا بالأحاديث و مستفيضا من فيوضات الله تعالى له بالفهم و التأويل، و المعاد و ما يتعلق به من الجنة و النار و الموقف و الصراط و الميزان و أمثالها أيضا من موضوعات الكتاب التي بحث عنها بالتفصيل مقتبسا من الفتوحات المكية و غيرها من كلمات أكابر العرفاء و مستشهدا بالآيات و الأحاديث و معتمدا على التأويل و المواجيد الذوقية.

و جدير بالذكر أنّي لم اقم بتحليل آرائه في هذه المقدمة راجيا من الله أن يوفّقني لذلك بعد نشر أهمّ آثاره من سائر مجلّدات شرح التوحيد و الأربعين و الأربعينيات و غيرها؛ ففي نيّتي القيام بهذا المهمّ و سأنشرها واحدا بعد واحد إن شاء اللّه نشرا علميّا؛ فليعذرني الفضلاء المحقّقون بتركي التحليل و النقد حاليا:

و لله الحمد أوّلا و آخرا.

منهج التحقيق: للمجلّد الأول من شرح التوحيد نسخ متعدّدة و أنا اعتمدت على ثلاث منها و لم أقابل النسخ على أكثر منها:

1- نسخة المكتبة العامّة لآية الله العظمى المرعشي النجفي- طاب ثراه- بقم المشرفة رقم 293 و هي بخط بعض تلاميذ الشارح و بهامشها تصحيحات، و هي مقروءة على الشارح، و بالهامش علامة بلاغ بخط الشارح، و عليها تعليقات منه مع عبارة «منه دام ظلّه» و بهامشها إجازة من الشارح و بخطه الشريف في موردين: الأول في هامش الورقة 109، و الثاني بهامش الورقة الأخيرة. رمزنا لها ب «ن».

2- نسخة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي- بطهران رقم 4871 و بهامشها تصحيحات، و عليها تعليقات من الشارح مع عبارة «منه دام ظلّه» و بهامش الورقة الأخيرة منها إجازة منه بخطه الشريف. رمزنا لها ب «م».

3- نسخة المكتبة المركزية بجامعة طهران رقم 597 رمزنا لها ب «د».

و انّي لم أجعل أيّ نسخة من ن و م و د أصلا بل قابلتها معا و ذكرت ما رأيته أصحّ في النصّ و الاختلاف في الهامش.

4- أخذ الشارح نصوصا كثيرة من كتب المتقدمين و معاصريه فقمنا بتصحيح النصّ من المصادر الأصلية التي عثرنا عليها أيضا.

5- قمنا بكتابة النسخة حسب قواعد الكتابة الحديثة مع إثبات علامات الترقيم.

6- قمنا بتشكيل الآيات و الأحاديث و بعض الكلمات و العبارات و بذلنا جهدنا بتخريجها صحيحة؛ اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.

7- قمنا بتخريج الآيات و الأحاديث و الآثار و الأشعار الفارسية و العربية و ما أخذه الشارح من غيره، و ذكرنا مآخذها بقدر الطاقة في الهامش، و تمتاز تعليقات الشارح بالحروف البارزة و كلمة «منه».

8- بعد ما تمّ طبع الكتاب يسرّ الله لنا نسخة نفيسة عليها تعليقات الحكيم المتأله المولى علي النوري من شرّاح الحكمة المتعالية باصفهان (المتوفى 1246 ه) فألحقناها بآخر الكتاب.

9- قمنا بتخريج فهارس الآيات و الأحاديث و الأمكنة و المفردات الفنية و الأعلام و الكتب و مصادر التحقيق و موضوعات الكتاب، و لا يخفى شأنها على المحقّقين، فأخرج الكتاب بتوفيق الله تعالى إخراجا علميّا فالحمد لله على ما وفّقنا و الصلاة على سيّدنا و مولانا محمّد رسول الله و على آله الطيبين.

و يجب عليّ أن أقدّم شكري الى سماحة الحجّة الدكتور السيد محمود المرعشي النجفي المتولّي لمكتبة المرعشي النجفي- قدّس سرّه- بقم المشرفة بإهدائه إيّاي صورة من نسخة نفيسة لهذا المجلّد؛ و سماحة الاستاذ عبد الحسين الحائري رئيس مكتبة مجلس الشورى الإسلامي الذي شوّقني بنشر هذا الأثر القيم و مكّنني من الحصول على صورة من نسخة نفيسة منه؛ و سماحة العلّامة السيد محمد علي الروضاتي دامت بركاته بإعطائه إياي نسخة نفيسة من هذا المجلد من مكتبته باصفهان أمانة، و مكّنني من استنساخ تعليقات الحكيم المتأله المولى علي النوري التي كتبها بخطه الشريف في هامشها؛ و أشكر مؤسّسة الطباعة و النشر بوزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي لقيامها بطبعه و نشره، و الأخ السيد ابراهيم اشك‌شيرين بتخريجه فهرس الكتب و الأعلام، و أسرتي جميعا، و الحمد لله على نعمائه كلّها و تقبّل الله منّي و منهم بفضله.

شرح توحيد الصّدوق‌